منذ انتهاء الانتخابات الرئاسية، وإعلان فوز د. محمد مرسى بالرئاسة، شهدت الساحة السياسية حالة من الصراع العقيم، الذى زج بالوطن فى دوامة الخلافات الشرسة بين الأحزاب والقوى السياسية المختلفة، فكل من هذه القوى، يرى أن مالديه صواب لايحتمل الخطأ، وماعند غيره خطأ لا يحتمل الصواب.
ولايختلف عاقلان على أن المنافسة الساسية، أمر طبيعى وثمرة من ثمار الحرية والأجواء الديمقراطية، لكن مانرفضه أن تتحول هذه المنافسة لصراع، يحاول الكل فيها فرض إرادته، وتغليب مصالحه الحزبية الضيقة، دون النظر إلى مصلحة الوطن الذى يمر بمرحلة حرجة من تاريخه، ولكن بوضوح، وجدنا اتفاقا غير معلن بين القوى اليسارية والليبرالية، على إفشال تجربة حكم الإسلاميين، وذلك من خلال اتباع سياسة «الشريك المخالف» على طول الخط.
وقد ترتب على هذه الحالة، تعميق الفجوة بين مختلف أقطاب المعادلة السياسية، مما يعيق إنجازنا لواجبات مهمة.. وعلى رأسها الدستور الجديد، وأرى أن دعوة الرئيس مرسى للقوى السياسية، ورموز العمل الوطنى. وعلى رأسهم صباحى، ود. البرادعى، ود. عبدالمنعم أبوالفتوح، وعمرو موسى، بداية جديدة، وخطوة نحو لم الشمل، وأرضية يلتقى عليها الجميع، من أجل الوصول لتوافق وطنى على الدستور الجديد، وعلى الجميع ألا يفوتوا هذه الفرصة.
وأرى أن د. مرسى بدعوته هذه، يختصر علينا الكثير من الجهد والوقت، الذى كان من الممكن أن يغرقنا فى حالة الصراع السياسى، ويبقى على الجميع إسلاميين وليبراليين ويساريين، أن يبدأوا مرونة.. ويقدموا تنازلات، حتى نخرج بسفينة الوطن لبر الأمان، فالرئيس أراه حريصا على تقارب هذه القوى، اأنطلاقا من استشعاره بمسؤوليته كرئيس لكل المصريين، لذا أطالب الجميع بإخلاص النوايا وتقصير المسافات، والسعى نحو الآخر، وتفادى الصدام، خاصة أن خطاب الرئيس فى أسيوط أشعرنا جميعا، بالخطر.. وأظهر لنا مخططات فلول النظام السابق، التى تستهدف القضاء على ثورة ومكتسباتها، معتمدين على حالة الشقاق بين رفقاء الثورة وميدان التحرير.
إن مبادرة د. الكتاتنى للم الشمل، ودعوة الرئيس للقوى السياسية، خير دليل على حرص أبناء التيار الإسلامى، على تذويب الخلافات، وإيجاد مساحات تفاهم مع رفقاء النضال، فهل يستجيب إخواننا لهذه الخطوات التى أثنى عليها كثير من الثوار، فمصرلنا جميعا.. ولن تنهض إلا بنا جميعا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة