العين تبكى بدل الدموع دم، والقلب ينزف من كتر ما شاف الغم، الغم فى الميادين يوجع القلب، الدم البرىء سال على الأرض، الأرواح الطاهرة سقطت صريعة لا تجد من ينقذها، من يسمى عليها، من يتلقفها، يحتضنها، راح الوليد فطيس، غادرنا فى غمضة عين، ابكى على اللى مات وهو وسط الأهل.
فى غمضة عين سقط جابر وإسلام، شهداء من أجل الإيمان، إيمانهما بما يدافعان عنه فاق الحد، أيا كان المقصود حرية للمعارضة أو حماية لمقار حزب ينتمى إليه، فالدافع شرعى، والدفاع عنه مباح لكن مش بالدم، الموت علينا حق لكن بما كتب الله، وليس بما رسم السياسيون، الموت مقدر ومكتوب، لكن ليس برصاص أخوة الوطن أو بشوم من كنا فى يوم ثوار أحرار شركاء فى البحث عن الحرية.
من يتحمل دم النقى جابر، ومن يدفع ثمن البرىء إسلام، ملعونة الصراعات التى تقتل الأبرياء، ملعونة السياسة التى تسيل الدم، ملعونة الأطماع التى تشعل فى القلوب الأحقاد وتحول الميادين الثورية إلى ساحات حرب، يرضى مين اللى حصل، يرضى مين اللى اتقتل واللى اتصاب فى القلب، الدم المصرى أصبح رخيصا، يسيل ولا يبكى عليه حد، تراه العيون ولا تحزن عليه، شباب يتساقطون تحت أقدام السياسيين، داسوهم وهم لا يشعرون، أزهقوا أرواحهم وهم لا يأبهون، منهم لله، أهدروا أرواح العباد ومصائر البلاد من أجل الغنائم.
دموع بتزرف فى الجنازة بعضها حزن وبعضها تصوير، لكن فطرة القلوب فى البيوت صعبة، أسر تموت حزنا على فلذات أكباد راحوا ثمنا لأطماع رخيصة، من يعوضهم.. من يرطب صدورهم على نار الفراق لأبنائهم، صحيح ثمن الكراسى عند الطماعين غالى ويستاهل التضحية، لكن ثمن الأبرياء ما يتقدرش الله يصبر أهليهم على فراقهم .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة