بالتأكيد ليس مفهوماً ولا مقبولاً، وربما يكون ضاراً.. ما يحدث فى محمد محمود لا يمكن توصيفه إلا بهذه الطريقة، وفى نفس الوقت لا يمكن التعامل معه على طريقة نظام مبارك الذى كان يرى كل متظاهر ضد أركان نظامه بلطجياً، وكل متظاهر عميل وصاحب أجندة خارجية.
ما يحدث فى محمد محمود بين المتظاهرين وأفراد وزارة الداخلية مثله مثل المطبات الصناعية العشوائية التى يصنعها الأهالى على الطرق فى غيبة الدولة وأجهزتها وتسبب من الحوادث أكثر مما تمنع، الاشتباكات فى محمد محمود تنتمى إلى ذلك النوع الذى يبدو ضرره واضحا ولكنه يندرج تحت بند الحكمة العتيقة «رب ضارة نافعة»، لأنه يكشف خطايا الساحة السياسية والأحزاب والحركات والتيارات التى عاشت الشهور الماضية تصنع ضجيجا بلا طحين تحت مظلة شعارات الثورة، فأضاعوا الثورة وشوهوا سمعتها وفشلوا فى تكوين حوائط صد لحمايتها من اللصوص الذين ركبوها ويقودونها إلى حيث مناطق المصالح الشخصية لا مصالح الوطن.
ما يحدث فى محمد محمود لا يمكن تصويره على أنه فعل من أفعال البلطجة أو الخطط المنظمة لتعجيز الرئيس محمد مرسى كما يفعل أنصار الإخوان والتيارات الإسلامية، لأن هذه الاشتباكات الموصوفة بالعشوائية والبلطجة السياسية لا يمكن فصلها أبداً عن «الخيبة» الثقيلة التى تحدث داخل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور.
لا فرق بين ما يحدث فى محمد محمود وما يحدث داخل الجمعية التأسيسية وإن كانت الاشتباكات فى الأولى دموية ويتخللها مولوتوف وحجارة، فالاشتباكات فى الثانية لفظية وفكرية وأخلاقية، ومع ذلك قد تبدو الاشتباكات فى الأولى مبررة بحماس الشباب وعدم قدرتهم على تحديد الأولويات ومصالح الوطن العليا، ولكنها غير مغفورة ومبررة فى حالة الجمعية التأسيسية التى تضم شيوخا وقيادات ونخبة كان الأولى بهم أن يضعوا مصالح الوطن قبل مكاسبهم الشخصية ولكن أيا منهم لم يفعل، سواء المنسحبون الذين هربوا من المواجهة أو الباقون الذين اتهموا كل منسحب بالكفر وعداء الإسلام والشريعة.
اشتباكات محمد محمود بين الأمن والمتظاهرين جزء من المنظومة العبثية التى نعيشها والتى يتصدر مشهدها الآن دعوات لإسقاط محمد مرسى، وهى دعوات تضرب صندوق الانتخابات فى مقتل، وتصيب العملية الديمقراطية وفكرة تداول السلطة بشلل وتشوهات، ربما تؤثر على مستقبل مصر فى السنوات الطويلة الماضية، مواجهة مرسى وأخطائه حتى ولو كثرت لا يمكن أن تكون بهتافات الإطاحة أو الإسقاط لأن الرئيس الحالى شاء من شاء وأبى من أبى وصل إلى الكرسى الرئاسى عبر عملية انتخابية لم يثبت أحد تزويرها ولذلك تبدو كل دعوات الإسقاط والتدمير جزءا من خطة منظمة لضياع الوقت الذى يجب أن تستثمره قوى المعارضة والقوى الإسلامية فيما هو أجدى وأنفع للوطن دون أن نغفل عن عقيدة أساسية تقول بأن دعم الرئيس محمد مرسى لما فيه مصلحة البلاد والعباد واجب، ودعنى أجلس على كرسى الإفتاء وأخبرك أنه من يتخاذل عن هذا الواجب آثم شرعاً، وانتقاد الدكتور محمد مرسى ورجاله وكشف أخطائهم وفضحها فى حالة تضخمها وتقويمهم واستعدال اعوجاج سيرهم وخططهم وتصريحاتهم واجب أيضاً والتخاذل عنه مضاعف الإثم، أما النفخ فى الدكتور محمد مرسى وتصويره على أنه البطل الأوحد والترويج لكل همسة أو حركة أو خطوة أو قرار يتخذه وكأنه نوع من البطولات الأسطورية التى تستوجب ثناء وشكراً شعبياً جماعياً فهو أمر يمكن إدراجه تحت بند تدمير الرئيس مرسى وتعجيزه وإثقال كتفه بردود فعل لا طاقة له باتخاذها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
إيهاب
يا تري بعد الإعلان الدستوري الجديد . هايكون إيه رأيك .
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
محترم