حالة الحزن والأسى التى أصابت قلوب كل المصريين، بعد حادث قطار أسيوط، لم تشفع عند بعض نخاسى العمل السياسى والإعلامى، ليرحموا البلد من بث سمومهم، حيث وجدنا هؤلاء يتاجرون بدماء أطفالنا، ويوظفون الحادث بشكل سياسى، لتصفية حسابات مع الإسلاميين، ويستغلون الحدث للنيل من الرئيس وتحميله إرث 30 عاما من الفساد والإهمال، ضربا فى كل مناحى الحياة.
فهاهو إعلامى يخرج علينا فى مصطبته الخاصة من خلال برناج توك شو، يعلن فشل الرئيس ويطالبه بالرحيل، واصفاً إياه بأسوأ الأوصاف القادحة، فى حين أن التاريخ يذكر له مواقف مخزية فى عهد الطاغية مبارك، حيث التزم الصمت فى حادث قطار العياط وحريق قطار الصعيد، وغرق العبارة السلام 98، بل واعتبر أنها مجرد حوادث قضاء وقدر، وهذا إعلامى آخر حاول أن يجر أهالى الضحايا لسب الرئيس أثناء مداخلات تليفونية ببرنامجه، ولكن أحد أولياء الأمور لقنه درساً قاسياً على الهواء، حيث أكد أن الرئيس مرسى يحاول الإصلاح بقدر استطاعته، وإنه لايحمله المسؤولية، وطالب الإعلام بألايوظف الحادث للهجوم على الرئيس، وأن يتقى الإعلاميون الله فى مصر ورئيسها.
وهذه سياسية تخرج علينا لتؤكد أن حادث أسيوط، ماهو إلا ثمرة لمواقف الإسلاميين الغريبة، وعلى رأسها مطالبتهم بتطبيق الشريعة، ولا أدرى سر الربط بين حادث أسيوط الأليم، وبين المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، إنه الخلط المتعمد بين الأوراق، فى حين أن هذه السياسية كانت من الداعيات لتقسيم مصر، ولها فيديوهات على اليوتيوب وهى تنال من العلم المصرى، وأتباعها قاموا بوضع أقدامهم على العلم الوطنى!.
بل وجدنا أحد السياسيين يكيل السب والشتائم للرئيس على الهواء، مستخدماً ألفاظاً جارحة، متناسياً آداب الحوار وكيفية التعامل مع كبير العائلة المصرية، ولم نجد سياسياً واحداً يخرج علينا ليضع حلولا للمشكلة، ويقدم أفكاره للجهات المسؤولة من أجل مساعدتها على مواجهة مثل هذه الكوارث، باستثناء المهندس ممدوح حمزة الذى طلب لقاء الرئيس ليعرض عليه ملفا كاملا حول إصلاح منظومة السكك الحديدية المصرية، بشكل إيجابى يحمد عليه.
إن حالة الصراع السياسى التى نعيشها، أعمت الكثيرين عن الدور الوطنى المنوط بهم فى مثل هذه الأحداث، ودفعت الكثيرين لتوظيف مثل هذه الكوارث، بشكل لايليق مع هول الموقف وكارثيته، وهذا يجعلنا جميعاً نقف من أجل مراجعة مواقفنا، وتعديل مساراتنا نحو مصلحة الوطن، وهذا ليس معاناه أن نتخاذل عن محاسبة من قصر سياسيا أو تنفيذا، ولكن علينا أن نضع الأمور فى نصابها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة