لقد سلمنا بفساد النظام السياسى فى عهد الرئيس مبارك وعلى الأخص فى العشر سنوات الأخيرة قبل إقصائه عن حكم مصر حيث أجهز على كل مناحى الحياة، وكبل الوطن بأعباء الديون الخارجية، وساعد على إفساد الحياة السياسية والوصول إلى مستويات متدنية فى شتى جوانب الحياة بداية من المنظومة التعليمية ومروراً بمستوى صحة الفرد التى أعيتها الأمراض الفتاكة دون توفير الحماية التأمينية اللازمة للمواطن الذى يعيش تحت خط الفقر.
كل ما سلف ذكره نقر بصحته بالأدلة والبراهين ولكن لا يمكن أن نظل نبكى على اللبن المسكوب، نحن فى حاجة إلى النظر لمستقبل الأجيال القادمة والإسراع بالخروج من النفق المظلم الذى تعيشه مصر وتكاتف كل القوى السياسية لإنقاذها من الانهيار الاقتصادى المشرفة عليه حتى لو تم التفاوض مع رموز النظام السابق القابعين فى السجون، والذين نهبوا أموال مصر، علينا البدء فى طلب ثمن العفو عنهم واسترداد الثروات التى يمتلكوها ومنها ما هو خارج البلاد، ولن تسترد إلا بالتفاوض من خلال لجنة حكماء، فمصر أكبر منا جميعاً ولن يسمح شعبها بالجلوس والمشاهدة للدولة وهى تتصدع دون أن يحرك ذلك ساكناً.
ربما لا يوافقنى البعض على فكرة التفاوض مع من نهبوا أموال الوطن دون وازع من ضمير، لأنهم أجرموا فى حق أبناء شعبهم وفى حق أنفسهم، والآن نحاول منحهم الفرصة الأخيرة لأن ثمن العفو هو محاولة إنقاذ مصر واستكمال ثورتها والوصول إلى حالة الاستقرار التى ننشدها.
لابد أن نؤمن بأن مصر دولة محورية ولها موقع ومكانة استراتيجية، فالوطن العربى وأفريقيا يحتاجان إلينا مثلما نحتاج إليهما، وبيننا مصالح ومصير مشترك، وعلى الحكومة الحالية أن تسرع فى مد جسور التعاون معهما فى مجال الاستثمار وأنظمة المشاركة المتوازنة وعلى وجه الخصوص بيننا وبين دول أفريقيا التى أهملناها لسنوات عديدة وعبور أزمة بعض الدول العربية التى غضت طرفها عن مصر الآن وقت تفاقم أزمتها الاقتصادية، فعلينا البحث عن البدائل ومصر لديها من علماء الاقتصاد من لديهم القدرة على التفكير فى كيفية الخروج من تلك الأزمة وعلى الحكومة أن تستعين بكل الكوادر من كافة التيارات السياسية والتحلى بروح الفريق، فمصر الأم هى الوطن الكبير الذى يحتوى كل المصريين وفى وقت الشدة تنجلى أصالتهم وحبهم وتضحياتهم من أجل رفعة وتقدم الوطن.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة