هانى صلاح الدين

قطار أسيوط وإهمال الحكومة

الأحد، 18 نوفمبر 2012 10:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالرغم من قيام ثورتنا المجيدة، التى تعد ثورة على كل الأوضاع المقلوبة، واستهدفت تصحيح الأوضاع وقطع رأس الإهمال والفساد، لكن مازالت الأجهزة التنفيذية بالدولة لم يتغير أسلوبها كثيرا، وذلك لأن ثقافة التغيير لم تصل حتى الآن لمفاصل الدولة، التى يسيطر عليها الكثير ممن لا يؤمنون بثورتنا ويقفوا صخرة كؤود فى وجه التغيير.

إن الإهمال الذى اغتال أكثر من 50 طفلا فى هذا الحادث يجعلنا نقف بجدية لنقيم الأوضاع فى مصر، ونسعى فورا لمواجهة الفساد والإهمال اللذين هما إرث ضخم من عهد الطاغية مبارك، ومازلنا حتى الآن لم ننجح  فى تخليص البلاد منهما، لذا أرى أن على الرئيس مرسى أن يخوض معركة التطهير لمفاصل الدولة من أكبر منصب لأصغر وظيفة، فمصر فى أمس الحاجة إلى مسؤولين يقدرون المسؤولية، ويتبنون مبادئ الثورة المجيدة، لكن للأسف لدينا أكثر من 5 آلاف منصب تنفيذى  مؤثر فى مختلف قطاعات الحكومة، لم يصل لها رياح التغيير، وعلى القيادة السياسية أن تطيح بأزلام النظام السابق الذين تربوا على عين النظام السابق، حتى لو كانوا أكفاء فهم غير حريصين على إنجاح الثورة وتدعيم أهدافها.

إن استقالة وزير النقل عقب حادث أسيوط المؤلم تعد خطوة إيجابية، واستشعارا للمسؤولية، لكنها خطوة غير كافية ونحتاج لمزيد من الخطوات الجادة، فكل مسؤول مصرى لابد أن يعلم أنه مؤتمن على هذا الوطن، وعليه أن يؤدى دوره على خير وجه، ويعلم أيضا أنه إذا قصر فعصا العقاب الغليظة تتنتظره، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بأرواح ودماء المصريين.

إن مصر تحتاج الآن الخروج من حالة الصراع السياسى العقيم الذى أرهق الجميع، وأهدر الجهود الوطنية فى معارك حزبية ضيقة، وشغل القيادة السياسية بها، فى حين أنه كان من المفترض أن تسعى كل القوى السياسية والحزبية بكل قوة نحو العمل الجاد المستمر المخلص البعيد كل البعد عن المصالح الشخصية، وذلك من أجل نهضة مصر، والتخلص من التركة الثقيلة الفاسدة التى تركها لنا النظام البائد.

إن دماء أطفالنا التى سالت فى أسيوط تحملنا جميعا أمانة، وتدفعنا للتوافق والعمل الجاد، فلا وقت لدينا، فإما أن نكون جديرين بتحمل أمانة  ثورتنا العظيمة، وإلا ننتظر حسابا عسيرا من التاريخ والأجيال القادمة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة