يغرق الوطن فى حالة من الصراع السياسى العقيم بين مختلف القوى السياسية والأحزاب، ما أدى إلى عرقلة كل خطوات الإصلاح، وعدم إنجاز أهداف الثورة، بل التفريط فى مكتسابتها، وإتاحة الفرصة للمتربصين بثورتنا من الفلول أن يعودوا للمشهد السياسى من جديد وينظموا صفوفهم، مستغلين تشرذم القوى والثورية وتناحرها.
فبالرغم من تفاؤلنا جميعا بعد قيام الثورة، وتوقعنا مستقبلا واعدا لقلب العرب والعروبة مصر، فإننا وجدنا كل فصيل سياسى يحاول أن يفرض سطوته على الساحة السياسية، وينفرد بالقرار وتوقع الجميع أن تنتهى حالة الصراع بالانتخابات البرلمانية والرئاسية، لأن الصندوق سيكون الفيصل، لكن وجدنا أن حالة الصراع زادت حدة، وحاولت القوى اللليبرالية واليسارية أن يمارسوا دور القلة المستبدة، التى تحاول فرض رؤيتها على المصريين من خلال سيطرتها على المنابر الإعلامية والسياسية، ووجدناهم يحاولون شيطنة السلطة الجديدة، بالرغم من أن الواجب عليهم تعضيدها ومدها بالخبرات والكفاءات، وذلك من أجل مصلحة الوطن.
لكن الطمع فى السلطة، وحالة الاستعلاء التى تعيشها هذه القوى -من منطلق أنهم التنويريون، والإسلاميون هم الظلاميون الجهلاء الذين لن يسمحوا لهم بقيادة الوطن- دفعت هؤلاء لمزيد من المواقف المتشددة الرافضة لكل خطوة، سواء إيجابية أم سلبية، يتخذها النظام الحاكم الجديد، والذى على رأسه رئيس دولة ذو توجه إسلامى، ولعل خير دليل على ذلك موقف هذه القوى من الجمعية التأسيسية، فنجد أنهم يسعون ليلا ونهارا من أجل إفشالها، لنعود للمربع صفر، ولا نخرج من المتاهة، فقد اتفق هؤلاء على إفشال التجربة الإسلامية والتخلص منها للأبد، لذا وجدناهم متعنتين فى كل مواقفهم بالرغم من تقديم الإسلاميين تنازلات مستمرة، خاصة فى الدستور الجديد.
وأرى أن هذه القوى تعلم جيدا أن إنجاز الدستور سيؤدى إلى انتخابات برلمانية هم غير مستعدين لها، وستكشف الكثير من عوراتهم، خاصة أن الصندوق سيكون الفيصل فى هذه المعركة، لذا يحاولون كسب المزيد من الوقت، مراهنين على نجاحهم فى إفشال تجربة الإسلاميين قبل الوصول لصندوق الانتخابات، حالمين بتعبئة الشعب ضد الفصائل الإسلامية ووصول الأمر لثورة تطيح بهذا النظام الجديد.
وتجاهل هؤلاء صوت ضميرهم الوطنى، وواجبهم نحو شعبنا، ودورهم فى حماية الثورة وأهدافها، وعلى كل حال أرى أن سنن الله فى كونة ستسير «فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الْأَرْضِ» ولن يبقى إلا ما ينفع مصر والمصريين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة