دوشة وزيطة، وبرامج ترتفع نسبة مشاهدتها كما الأفلام الرديئة، والبطلة دوماً.. امرأة.
لاعقل يستوعب أننا بعد أقل من عامين على ثورة أطاحت بحكم ثلاثين عاماً ننشغل بالاشتباك حول ما توقف الجدال حوله أصلاً من مئات السنين، وكله بالطبع حول الموضوع المفضل، الذى يرفع نسبة المشاهدة والدخول للإنترنت ويمنح جلسات المساء سخونة يحبها المجتمع الشرقى: المرأة ولا شىء سوى المرأة! لا عن تعليمها الذى به تبنى أمة، ولا عن صحتها التى توهب منذ الميلاد لإنتاج رجالٍ قادمين، ولا عن كرامتها التى هى عنوان لكرامة وطن، فقط عن جسدها، باعتباره محور الكون وأصل الابتلاءات!!.
أن تكون مضطراً بالأساس لأن تدخل فى نقاشات عبثية حول إعادة اختراع العجلة/ احترام الإنسان/ حقوق المرأة؛ هذا فى حد ذاته لعنةٌ حقيقية، إهدارٌ للعمر والكرامة، محاولةً لإثناء النساء عن التقدم للأمام.. مع سبق الإصرار والترصد، أما أن تدور النقاشات العبثية كلها حول محور الهوس المرضى بالجنس فتلك مصيبة لا وصف يعطيها حقها!.
ما يجب أن تدور حوله المناقشات يا سادة.. يا إخوانى فى الوطن، هو نموذج المرأة كما يجب أن تكون فى الألفية الثالثة لهذا العالم بعد الميلاد، نموذج تتطلع إليه بنات جيلى وأجيالنا التالية بالضرورة، نموذج لإمرأة يراها الرجل بعينيه وعقله وقلبه، يسمعها بأذنه وروحه، يحترمها حتى النخاع، امرأة يهواها، امرأة يتحدثُ إليها، امرأة ينظرُ إليها.. ويشتمُّ عِطرها، لا امرأة يعاملها معاملة البهائم فى مجتمع قاسى القلب وأعمى البصيرة.
لو أن النساء هن أول من سيدفعن الثمن هذهِ المرة أيضاً فى التقلبات العنيفة التى يعيشها مجتمعنا المصرى الآن، لو أنهن خضعن لتبعات العيش فى مجتمع يمارس انحطاطه بفخر، ويعلو فيه أصوات ذكور ما أدركوا معنى الرجولة! لو أنهن حملن وحدهن وزر الاستسلام لمزايدات وابتزاز من يدركون جيداً أن اغتيال أى مجتمع يبدأ بالمرأة، وأن وأد الثورات يبدأ بوأد نسائها، فأبشروا بأننا جميعاً رجالاً ونساءً متجهون بسرعة الضوء نحو العدم، حين يلفظنا العالم الذى يبنى مستقبله الآن على المريخ «واخدين بالكم.. المريخ» كى لا يعطله المتعثرون أمثالنا فى جلابيبهم حين يعبرون الشارع، مابالك بعبور المنظومة الكونية!
أدرك أن الشتامين الآن يستعدون فى هذهِ اللحظة، يتركون كل ما يستحق بأن يكون مداخلة لنقاشاتٍ واسعة تستهدف بناء مجتمعات آدمية تليق بنا، ويشحذون نفوسهم بالكره «للغرب الكافر»، وصدق أجدادى ففعلاً، لأنه ما طال العنب.. قال عنه مر!.
يا كل المصريات.. لا تخاطبن من يستهدفون إنسانيتكن بتهمة الأنوثة، ولا من يحتقرن من خلقها الله امرأة، فالحل كل الحل فى أيديكن: مواطنات أو ملك يمين، أيهما تخترن؟
الجهل مصيبة، والاستسلام له مصيبة أكبر، أما الكذب وتلوين الحقائق فهو أكبر وأكبر، فإذا اجتمع كل ما سبق لاستغلال سذاجة البسطاء، بهدف تدمير وطن، فأنا أترك لكن توصيف ذلك!
يا نساء مصر.. اقرأن المواثيق الدولية التى وقعت عليها دولتكن، والتى صدقت عليها، واعرفن البنود التى تحفظت عليها دولتنا، كى تدركن على الأقل ما تملكن الآن ومهددا بالسلب، اعرفن حقوقكن التى ما أتت بلا تضحيات ونضال سنين طوالا، دافعن عنها.. حد الحياة.
أقولها تأكيد أمر واقع، لا آت فيه بجديد، أنا كما بنات بلدى مصر.. أنا ملك نفسى وحسب.
وصلوات الله عليك يا رسول الإسلام، يا من قلت «النساء شقائق الرجال» و«رفقاً بالقوارير».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة