محمد فودة

محمد فودة يكتب.. مؤامرة تهريب الأسلحة إلى مصر

الإثنين، 29 أكتوبر 2012 05:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت فى الأرض الحجازية أؤدى فريضة الحج، سمعت عن سقوط عصابة مسلحة بمدينة نصر تحتل عمارة كاملة ويملأون المخازن بالأسلحة غير العادية.. وقد نجحت وزارة الداخلية ووزيرها اليقظ اللواء جمال الدين فى القضاء على هذه العصابة وتأمين سكان العمارة بكل دقة وحكمة، لأن جزءا منها تم حرقه من جانب المجرمين، ولكن الأمر الذى أدهشنى هو كم الأسلحة المضبوطة إلى جانب نوعيتها، فأغلب هذه الأسلحة من الأنواع الخاصة جدا التى لا يسمح بتداولها، فهى من مخصصات الجيش.. وقد تم تهريبها من أكثر من بلد شقيق مثل ليبيا فى أعقاب ثورتهم، وفى حالات الفورة والاحتجاجات.. وهو ما يدعو إلى إعادة النظر فيما يحدق بمصر منذ اندلاع ونجاح ثورة 25 يناير.. فقد امتلأ البلد بكميات غريبة ومتنوعة من الأسلحة بعضها مدافع مضادة للطائرات وقد سمعنا عنها كثيرا، وكثير من هذه الأسلحة خزنها مالكوها فى مخازن بالشمال والجنوب وفى شهور غياب الأمن التى أعقبت الثورة.. ولكن الأزمة الأخيرة فى مدينة نصر تشير إلى الكثير من التطور فى عالم هؤلاء المهربين للأسلحة إلى داخل مصر.. بعد أن استباحوا أن يخزنوا الأسلحة داخل العمارات السكنية الآمنة، وها هى عمارة تمتلئ بالسكان العزل ليس لهم ذنب ولا دخل فى شىء ولا أحد يمكن أن يزيد من عذابهم ورعبهم سوى أن يعرفوا أن هناك مخازن لتخزين الأسلحة المهربة بداخلها، وكثير من هذه الأسلحة قابل للانفجار، إنه التحدى الكبير، وقد اعترف أحد السكان أن هناك سيارة نصف نقل محملة بصناديق دخلت شقة الإرهابى.. مما أحدث عند اكتشافها الذعر والفزع، والنتيجة أن الضرر الناتج عن النيران التى أكلت الطبقة الأولى من العمارة ووصلت إلى الخراسانة كادت أن تدمر أشياء كثيرة، هذه أزمة تنذرنا بالحذر من عواقب كثيرة.. الأسلحة تنهال علينا من أكثر من جانب، وهناك فى سيناء أكثر من مخاطر، فهى بؤرة للإرهاب..

تأتيها الأسلحة من مصادر أخرى غير تلك التى تأتينا إلى داخل القاهرة وصعيد مصر.. وهو ما يدعونا إلى إعادة النظر فى هذه القضية من أكثر من زاوية.. الخطر يداهمنا من أكثر من قاعدة، ومن أكثر من جانب، وعلينا أن نفيق فالوضع خطير.. والحمد لله أن وزير داخليتنا من أكثر من وزراء الداخلية حنكة وخبرة ودراية بهؤلاء الخارجين عن القانون، ولكن على هياكل أخرى فى الدولة أن تسانده بدءا بالإعلام الذى يجب أن يتخلى عن حياده وانحيازه بكل أشكاله من أجل المصلحة الأكبر.. وثانيا الأحزاب عليها دور كبير فى توعية الجماهير أن هناك خطرا يتربص بنا جميعا، ولابد من ملاحقته.. الوقت يمر ولابد من ملاحقة كل الاحتمالات.. ورصد كل المنافذ.. طبعا يحتاج هذا إلى وقت وإلى جهد ولكن البداية تبدأ بوعى المواطن المصرى، الذى لابد أن يعرف حقوقه وواجباته وما المطلوب من أجل حماية وطنه وأمنه القومى، أرى أن هناك غيابا للإعلام، غياب واضح ولا يبشر بخير.. الإعلام لا يوعى الجماهير بل قد يشتتها أكثر مما يجعلها على هدف واحد.. وأرى أيضا بنفس المستوى أن الأحزاب بعيدة عن الناس ولا تلقى فى نفوسهم وقلوبهم إلا القليل جدا.. وهذا أيضا يحتاج إلى مسؤولية هذه الأحزاب حتى لا تتحول إلى حبر على ورق أو إلى مجرد صحف يومية أو أسبوعية بدون حصاد، الثورة لابد أن تستمر فى نفوس الناس ومفهوم اليقظة لابد أن يكون حافزا للعبور بمصر إلى بر الأمان.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة