سيدى الرئيس مرسى وددت أن أقص عليك أنه فى إحدى المرات جاء فرد ليخطب ابنة رجل كبير، ودفع له مهرا، ولم يتسن للزواج أن يكتمل، وحينها رفض الرجل أن يعيد المهر لصاحبه، وبعدها ذهب الشاب إلى القضاء، ولم يكن معه دليل على ما دفعه من مهر، وحين سأل القاضى الرجل: "ألم تأخذ منه مهراً عشرة آلاف جنيه، فرد عليه قائلا "أقسم بالله العظيم إننى لم آخذ منه شيئا"، وكررها ثلاث مرات.
خرج الشاب حزينا على ضياع ماله، إلا أنه لم يفقد الأمل، ودعا الله قائلا: "حسبى الله ونعم الوكيل"، وكررها ثلاثا، وهنا يجب أن نعلم جميعا أنه إذا خابت محكمة الأرض، والقاضى فيها إنسان، فإن محكمة السماء والقاضى فيها هو الله لن تخيب أبدا.
ومضت الأيام وإذا بابنة الرجل تمرض مرضا خطيرا دفعه إلى دين زاد على مائة ألف جنيه، وهنا كانت "حسبى الله ونعم الوكيل" الأولى التى دعا بها الشاب، أما الثانية فكانت فى موت ابنته، فقد تنفق الكثير من المال، ولكن المرض والموت والحياة بيد الله.
وأما الثالثة فكانت فى وفاة الرجل نفسه متأثرا بما حدث، وحين ذهب الناس ليدفنوه وجدوا مكتوباً على باب قبره الذى سيدفن فيه "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون".
سيدى الرئيس مرسى أعجبنى نزولك إلى ميدان التحرير عقب تنصيبك رئيسا للجمهورية، بعد فوزك فى الانتخابات الرئاسية الماضية على منافسك الفريق أحمد شفيق، وبالرغم من أن الفارق فى التصويت لم يكن كبيرا، إلا أننا ارتضيناه فوزا عادلا وكافيا لدينا حتى لا يشعر رئيس مصر بأنه جاء بأغلبية، وبالتالى لن تكون له مطلق الشرعية حين يحكم مصر.
وأعجبنى أيضا ما قاله الرئيس بالميدان، حين فتح صدره، وقال إنه لا يخشى إلا الله، وظننت فى كلمته "عمر بن الخطاب" جديداً، وحينما قال إنه رئيس لكل المصريين ظننت أيضا أنه ينوى أن يخلع عباءة الإخوان، ويكون رئيسا للكل ينصر الضعيف ويأخذ الحق من القوى، يعطى الفقير، ويتصدق على المسكين، ليس من ماله وإنما من مال كل المصريين.
وأعجبنى أيضا خطابه فى إيران، وحديثه عن عبد الناصر، ونصرته للأشقاء فى سوريا وفلسطين، وكذلك زيارته للصين باعتبارها دولة تستقطب القوى العظمى فى العالم لصالحها فهى الدولة المرشحة لقيادة العالم بعد انتهاء الأسطورة الأمريكية.
ويبدو أن مرسى جاء من أجل كرسى نسى فيه أنه لن يدوم عليه طويلا، فهو لم يحقق سوى إنجاز واحد حتى الآن، وهو قدرته الخارقة على تحويل كثير من مؤيديه إلى معارضين.
مرسى أخطأ حين سمح لجماعة الإخوان أن يستعرضوا عضلاتهم فى ميدان التحرير، ويتعدوا على معارضيه من الليبراليين والمدنيين فى مظاهرة ضد احتكار السلطة، والتعدى على القضاء وهيبته حتى ولو اختلفنا مع النائب العام.
سيدى الرئيس مرسى لا تظلم، سيدى الرئيس مرسى، اعدل، سيدى الرئيس مرسى لا تجعلنى أندم أننى أعطيتك صوتى، سيدى الرئيس مرسى كل سنة وأنت طيب، وعيد أضحى سعيد عليك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة