لا تتطلب التلمذة أن يكون التلميذ مصاحبا للأستاذ أو مرافقا له، فيجوز بكل يسر أن يصير التلميذ تلميذا لأستاذ يبتعد عنه زمنيا أو مكانيا أو تنظيميا، وبنظرة سريعة لفترة الثلاثة أشهر التى حكمنا فيها سيادة الرئيس الدكتور المهندس الحافظ محمد مرسى أكدت لنا أنه تلميذ وفى ومريد مطيع وتابع أمين للرئيس السابق محمد حسنى مبارك، ومن الواجب على التلميذ أن يبجل أستاذه ويحترمه مثلما ترسخ فى المجتمع العربى، وعليه أيضا أن يؤدى له فروض الولاء والطاعة، وأن يقبل يديه مثلما يقبل يد مرشده عرفانا منه بالجميل، واعترافا منه بالسير على النهج المباركى، بل يكاد التلميذ أن يتفوق على أستاذه فيما ورثه من طبائع وخصال، لكن هذا التفوق لا يجعل مرسى فى مرتبة أعظم من مبارك فى «المباركية» لأن لمبارك السبق والريادة، ولمرسى فقط «الاتباع».
أوضح الأمثلة التى تؤكد أن مرسى تلميذ مبارك هو ذلك الخطاب العاطفى الذى أرسله مرسى لشيمون بيريز، فقد كنا نعرف قديما أن مبارك صديق إسرائيل، ولكننا لم نكن نعرف أن بيريز صديق «عظيم» لولا السيد محمد مرسى، فبيريز الملوث بدماء المصريين والفلسطينيين أصبح بقدرة مرسى وليس بقدرة قادر «عظيما»، وإسرائيل التى أمرنا سيادة المرشد العام للإخوان المسلمين فى رسالته الأسبوعية الأخيرة بضرورة الجهاد ضدها لتحرير الأقصى تمنى لها سيادة الرئيس مرسى العزة والتقدم فى خطاب تعيين السفير المصرى فى إسرائيل، وكما كان أتباع مبارك من المرتزقة والمنتفعين يبررون له انصياعه لقادة إسرائيل ومغازلته لهم، يبرر أتباع مرسى من الإخوان المسلمين وصلات الحب والمودة الآن بعدما حاولوا إنكارها ففشلوا، لكن هذا التبرير الأجوف الجاهل لم ينطل على المخلصين من أبناء هذا الوطن، للدرجة التى جعلت شاعرا شابا مجيدا أيد الإخوان فى كل انتخاباتهم السابقة إلى كتابة قصيدة قصيرة أهداها لمرسى قائلا:
عيناك نجوم سداسية / ورؤى للنهضة الخيالية
ورسائل حب هاربةٌ / من قصر فى الاتحادية
من أنت؟ / من أنت عملت البحر طحينة هرتنى بخطب نارية / من أنت؟ / خلتنى عصرت لمون ونجحت وبإيدى إديتك شرعية / ومضيت خطابا يخذلنى / كذليل يطلب أمنية
مش لاقى كلام أكتبهولك / خلتنى أبوظ أغنية.
لا أطلب من مرسى المستحيل، فقط أطالبه بأن يعترف بالفضل لمبارك «بالقول» بعدما اعترف له بالفضل «بالفعل»، فالرئيس الذى منح نفسه حق التشريع وحق سن القوانين والذى تكتب جماعته دستورنا الآن لم يجد فى الصيغة البروتوكولية التى يقولون إنها متبعة منذ أيام مبارك ما يثير حفيظته، فأبقى عليها كما هى، وهو أيضا من يرسخ لدولة الإخوان، يزواج بين جماعته والسلطة تماما كما كان يفعل مبارك، ويمتد الاعتراف الفعلى بعظمة مبارك التى اكتشفها الإخوان، ووضح هذا فى دفاع مرسى عن المشير طنطاوى والفريق سامى عنان بالقول إنه يستشيرهما ويحترمهما ويبجلهما، وهما من أعتى رجال مبارك وأقربهم إليه، كما أن تبعية مرسى لمبارك لم تقف عند الحدود السياسية فقط، فرجال أعمال مبارك هم نفس رجال أعمال مرسى، وقوانين مبارك نفس قوانين مرسى، وقروض مبارك هى نفس قروض مرسى، وخطط مبارك هى نفس خطط مرسى، ولم يختلف مرسى عن مبارك حتى الآن إلا فى علاقته بقطر، ومحاباته لإخوانه من الإخوان سواء فى السياسة أو فى الاقتصاد، ولعل آخر ما يجب ألا أفوته فى هذا المقام التشبيهى هو حرص مرسى على اتباع مبارك فى المبالغة فى حراسته الشخصية، ففى زيارته الأخيرة لمرسى مطروح حماه 3 آلاف جندى و350 ضابطا و10 بوابات إلكترونية أغلقت الشوارع والمساجد، وبهذا ينفرد مرسى بأنه هو الرئيس الوحيد فى تاريخ مصر الذى فتح صدره فى التحرير وأغلق الشوارع فى مطروح، وعلى هذا فإنى أرى أنه من واجب مرسى أن يذهب إلى مبارك فى محبسه ليقبل يديه، فعلى ما يبدو فإن مصيرهما واحد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مينا جورج
امين يااستاذ وائل السمرى
عدد الردود 0
بواسطة:
Essam
لا اصدق
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
؟
عدد الردود 0
بواسطة:
samoo
فى انتظار تعليقات لجان الخرفان الاخوانجية
عدد الردود 0
بواسطة:
romany azazy
طول عمرك جرئ
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء خليل جزر
نكتة
عدد الردود 0
بواسطة:
عثمان
البداية
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري جديد
تسلم إيدك ياأستاذ وائل
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد هيبه
سلامـــــــــــــــــــــــــــــــا
سلامـــــــــــــــــــــــــــــــا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
ماهذا الهراء؟