محمد فودة

محمد فودة يكتب.. حتى تخرج سيناء من النفق المظلم

الإثنين، 15 أكتوبر 2012 07:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن لدينا شك أن سيناء، بحاجة إلى تطهير قبل أن نعيد إحياءها.. فهى ساحة مصرية أصيلة لا تقبل المساومة، وحينما ذهب الجيش المصرى إلى سيناء لتطهيرها من العناصر الخارجة عن القانون الذين يهددون أمن الوطن، أحسست أننا نسير فى الطريق السليم نحو صياغة وطن حر، بعيدا عن المؤامرات، وقبل أن تتحول سيناء إلى أرض للإرهاب وإمارة للجهاديين والتكفيريين، فى وقت نريد فيه العمل والنهوض بمصر جميعها.. كان لابد أن نعترف أننا أهملنا سيناء سنوات طويلة.. قبل احتلالها من الصهيونيين، ثم بعد تحريرها.. وظلت مرتعا للتجريب من جانب المهربين القادمين من الأراضى المحتلة.. وبعدها صارت بسرعة شديدة مكاناً ثابتاً للإرهاب وصل الأمر بهم إلى أن أطلقوا على سيناء إمارة الجهاد الإسلامية، الأمر الذى جعلنا نبدأ بسرعة لإعادة تخطيطها وتنظيمها والبحث عن سبل سريعة لإحيائها وبعث روح الأمل فى سكانها وشبابها، وحتى يحس السكان السيناويون هناك أنها أرض مصرية تماماً وليست إمارة منعزلة عن مصر وسكانها ليسوا منا.. وبقدر ما يحدث فى سيناء من مسؤولية بقدر إحساسنا أنه قدر لابد منه أن نصل إلى الوضع السليم، وخاصة أننا نعيد ترتيب الأوراق فى مصر جميعها.. سيناء بوابة مصر الرئيسية ضد أى احتلال.. ولهذا فهى صاحبة الامتياز الأساسى فى الثروات الطبيعية التى تمثل ثلث ثروات مصر، والمعروف أن ثمانين فى المائة من هذه الثروات لم يستخرج بعد من تحت الأرض وتشمل مجموعة من أنقى وأميز المعادن الطبيعية على مستوى العالم.. من بينها معادن متفردة لا توجد إلا فى هذه البقعة الفريدة وهى ثروات لو تم استخراجها وتقييمها، لكنا قد دخلنا فى مجال جديد من التطوير الصناعى والاقتصادى، ويمكننا أن نشق به أرضا جديدة لا تعرفها مصر من قبل.. سيناء تتسم بكثير من الثروات المعدنية المدفونة من أيام الفراعنة وحتى المستعمرين على مدار الزمن لم يتمكنوا من الاستيلاء على هذه الثروات وبقيت فى أرضنا المصرية تمثل كنوزاً تحتاج من يكتشفها ويعيد صياغتها، تتميز سيناء بطقس معتدل خال من الرطوبة يجعل من رمالها مناطق تنتمى إلى المنتجعات الطبية فى حالة استغلالها فى هذا المجال الذى لا يتوافر إلا فى مناطق محددة فى العالم، ولهذا فإن السياحة يمكنها أن تزدهر أكثر فى سيناء.. ولهذا كان لابد أن يتصارع رجال الأعمال لإحياء سيناء كواجب قومى وطنى.. وقد تابعت بنفسى تجربة أحسبها مغامرة بل مقامرة لا يقوى عليها سوى رجل بحجم الدكتور حسن راتب عاشق سيناء، لقد دخل الأرض المهجورة فى وقت أدهش الجميع وقالوا عنه إنه أخطأ الهدف، إلا أنه كان واقعيا تماما ولم يرم بكلامه فى الهواء.. وتنوعت مشروعاته هناك ما بين أسمنت سيناء وسما العريش، وإنشاء جامعة سيناء وغيرها.. ولعله نموذج وقدوة مصرية نجح بسرعة فى أغراضه الوطنية وصارت على يديه مشروعاته مضيئة أمام الشباب تعطيهم أملاً فى استكمال أحلامهم التى كادت أن تنطفئ، فالأجيال الجديدة فى حاجة إلى أن تخرج من سجن المحافظات المغلقة وحصار المبانى والشوارع الضيقة، حتى لم يعد لهم أمل، وبعضهم أجهضت أحلامه ولم يصل إلى أى شىء ولهذا أتمنى أن يلتقى الرئيس الدكتور محمد مرسى بأبناء سيناء ليتعرف على أفكارهم ويمهد لهم كل السبل لتسهيل إقامة المشروعات الصغيرة وتذليل كل العقبات، خاصة أن أمامهم روشتة مضمونة النجاح.. وقد أسعدتنى مبادرة الدكتور محمد مرسى حين زار سيناء فى السادس من أكتوبر للاحتفال بأعياد النصر هناك، لأن أبناء سيناء من حقهم أن يعملوا فوق أرضهم، وإتاحة الفرصة للسيناويين لتمليك الأراضى واجب لضمان زرع الانتماء الحقيقى الذى نسعى إليه والذى من خلاله نضمن أن ينتهى الإرهاب وتنمحى إمارة الجهاديين المزعومة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة