من أسس الديمقراطية التى تعرفها العالم؟، المنافسة السياسية الشريفة بين الأحزاب، فمن الطبيعى أن يسعى كل حزب وقوة سياسية لأن يكون لها الكلمة العلى، والفيصل فى ترجيح فصيل على آخر الصندوف الانتخابى، الذى لابد أن يحترم كل الأطراف نتائجه، ومن المتعارف عليه فى أدبيات الديمقراطية، أن يسعى الجميع انطلاقا من حب الوطنى، لأن يعضد من خرج من سباق المنافسة بإرادة شعبية، من فاز ويدفع معه سفينة الوطن للأمام.
لكن فى مصر نجد أن كثيرا من القوى السياسية، فى ظل نسيانهم لضميرهم الوطنى، وانطلاقا من سعيهم لإفشال الآخر، اندفعوا بكل قوة نحو الفتنة وإراقة الدماء، ولعل ما حدث فى ميدان التحرير أمس الأول خير دليل على ذلك، فحاول أنصار التيار الشعبى ومن يطلقون على أنفسهم القوى المدنية، إقصاء الآخر واحتكار الميدان له، متناسيا أن للفصائل الإسلامية الحق نفسه، ولم يكتفوا بذلك، بل كيلوا السب والشتائم لشباب التيار الإسلامى، الذى حاول كظم الغيظ، وطالب عقلاء المتظاهرين، بأن يعبروا عن أنفسهم كيفما شاءوا دون التعرض لهم، وكان الرد بالاعتداءات من خلال القذف بالحجارة، وأثار ذلك حفيظة أنصار د. مرسى، ووجدنا أنفسنا أمام مشهد دموى حزنت له مصر كلها، فالطرفان من أبناء الثورة، ولكن الطمع فى السلطة عمى الأبصار، وعندما اتخذ الإخوان القرار بالخروج من الميدان، حقنا للدماء وإيثارا لمصلحة الوطن، وجدنا متطرفى التيارات المدنية يقومون بحرق أتوبيسات الحرية والعدالة، ومنهم من قام بمحاولة اغتيال بعض شباب الإخوان، ولولا حكماء الجماعة لتصعدت الأمور، وللأسف خرج علينا هؤلاء بكل بجاحة فى مظهر المستباح دمه والمطالب بالقصاص من الإخوان.
ومن المواقف الغريبة أن من يسمون أنفسهم بالقوى المدنية، والذين طالبوا تكرارا ومرارا بإقالة النائب العام، وقفوا جميعا ضد قرار الرئيس مرسى بتعيين المستشار عبدالمجيد محمود، سفيرا بالفاتيكان، ولا نعلم ماذا يريد «الشريك المخالف»، وهل هدفهم فقط إهالة التراب على كل إنجاز، وهل هم يريدون المعارضة من أجل المعارضة، من أجل البقاء فى دائرة الضوء!، فهم لا يجيدون إلا الصراخ والتطاول على الإسلاميين، فى حين أنهم لا يقدمون أى جهد ملموس فى حل مشاكل المواطن البسيط، وإذا قام الإسلاميون بأى جهد لحل هذه المشاكل، وجدناهم يتهمونهم بتقديم الخدمات، للحصول على اصوات البسطاء! - على حد وصفهم – ويرفعون أصواتهم بالأسطوانات المشروخة «الزيت والسكر»، وأكلشيهات أخونة الدولة.
إن حالة الصراع التى يحاول من يسمون أنفسهم بالقوى المدنية، فرضها على مصر ستؤدى لخسارة الجميع، وتعطيل مسيرة التنمية، وستتيح الفرصة للمتربصين بالثورة، لأن يفعلوا ما يشاءوا، فعليهم إيقاظ ضميرهم الوطنى، قبل أن تغرق السفينة بالجميع، فمصر تسعنا جميعا إذا خلصت النوايا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة