جريمة كبرى تلك التى يقوم بها البعض عندما يجتزئون- جهلا أو عمداً- عبارات من مطالب اتجاه سياسى بغرض تشويهه والترويج لجماعاتهم،
الوسيلة من جنس الهدف فإذا فسدت الوسيلة فسد الهدف.
أمس، أصدر الاشتراكيون الثوريون (وهم جماعة نضالية مشهود لها بالصدق ومعروف أعضاؤها بتاريخهم النضالى الشريف)، بيانا طالبوا فيه بأن ينتفض العمال من أجل تحريك المياه الراكدة وإعادة الشركات المخصخصة التى صدرت بشأنها أحكام بالعودة إلى ملكية الدولة مرة أخرى وعودة العمال المفصولين لها.
ودعا البيان العمال إلى استخدام وسائل الضغط النضالية التى استخدمها مناضلو ثورة يناير من إضرابات واعتصامات وحصار مجلس الشعب للضغط على النواب، بل الاستعداد لاقتحام هذه المصانع والشركات المنهوبة وإدارتها لصالح الأمة حال تقاعس الحكومة الحالية عن تنفيذ أحكام القضاء.
فى اعتقادى أن هذه المطالب التى أوردها الاشتراكيون فى بيانهم هى أرقى مطالب فى هذه المرحلة لأنها تخص مباشرة المصالح الاقتصادية والتنموية لمصر.
ولكن لأن الغرض مرض .. هاج المرضى والتقطوا مقدمة الكلام وأخذوا يصرخون بأن الاشتراكيين دعاة فوضى .. على طريقة النظام السابق فى التعامل مع المناهضين باعتبارهم ضد الصالح العام، وعملاء.
المثير للدهشة أن المتزعمين لحركة التخوين والاستخفاف بمعارضى اليوم هم ذاتهم من كانوا يلبسون ثوب المعارضة للنظام السابق .. وكأنهم فريق واحد اليوم.
تذكرت صديقا وزميلا لى يهوى إطلاق المصطلحات مجردة من محتواها، ويعتمد على ما يستشفه المتلقى من انطباعات وجهه، تذكرته عندما سألته عن شخص مختلف معه فأشاح بوجهه بامتعاض وقرف وقال لى "ده أناركى"، وكأنه يقول لى "ده نسناس" .. وهو ما أوقفنى مرتابا فى المناضل غاندى الذى كان أناركيا ولم يكن نسناساً.. وبالمناسبة الأناركية هى اللاسلطوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة