هانى صلاح الدين

هل هذه هى أخلاق الثوار؟

الإثنين، 30 يناير 2012 03:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صممت أنا وأسرتى على إحياء ذكرى الثورة فى ميدان التحرير، وكنت متوقعا أن يرى أبنائى الذين ألحوا على أن يشاركوا فى جمعة «العزة والكرامة» سلوكيات الثوار الراقية، التى تباهى المصريون بها أمام العالم، وأثنى عليها القاصى والدانى، لكن كانت الصدمة لكل من فى التحرير، أننا وجدنا سلوكيات تتنافى بالمرة مع أخلاق الميدان، مما دفع ابنى، ابن السنوات العشر يسألنى، هى دى أخلاق الثوار اللى حققوا إنجاز ثورة 25 يناير؟!.

السؤال أصابنى بحالة حيرة، فكيف أبرر لابنى ما رأه من مهاترات، تمثلت فى رفع شباب ثوار حذائهم فى وجه إخوانهم، بالرغم من أن منصة الإخوان ردت بأن أحذية الثوار على رؤوسهم إجلالا واحتراما، بل كيف أبرر له إلقاء ثائر بالحجارة على أخيه الثائر من التيارات الإسلامية، وكيف أبرر له سقوط العشرات من المصابين من شباب الإخوان، بعد تعرضهم للاعتداءات البشعة، مع العلم بأنهم لم يردوا ولو بلفظ واحد، ضاربين المثل والقدوة فى كظم الغيظ والعفو عن رفقاء النضال، وضبط النفس، بالرغم من قدرتهم على رد الصاع بصاعين.

كيف أبرر لابنى إشارات الأصابع المقززة من ثائر وثائرات وقيادات ثورية لإخوانهم الثوار من الإخوان؟ بل كيف أبرر لابنى ما سمعه من شعارات مستفزة، نالت من قامات مناضلة كبيرة بحجم الدكتور محمد بديع؟ وكيف أبرر له أسلوب البلطجة الذى تمثل فى قطع يافطات تحمل رؤية الآخر؟ وكيف أفسر له ترك هؤلاء الثوار أكثر من منصة فى الميدان، فى حين أنهم حاولوا تكرارا ومرارا الاعتداء على منصة الإخوان وهدمها؟ لقد شُل لسانى ولم أجد الكلمات التى تحاول محو ما تعلق بذهن طفلى عن هؤلاء المفترض أنهم ثوار.

إن ما حدث من بعض شباب الثوار من مهاترات فى الميدان ضد شباب الإخوان وقياداتهم، يؤكد أنهم خرجوا عن عقلهم، وما رددوه من شعارات واتهامات بالخيانة والعمالة، يؤكد بعدهم كل البعد عن لغة الحوار الراقية، التى من المفترض أن تكون الأرضية التى يتقابل عليها كل رفقاء النضال، حتى لو اختلفوا فى الرؤى ووجهات النظر، ولعل ترك بعض عقلاء التيارات الثورية الليبرالية واليسارية من الميدان، اعتراضا على الأسلوب المتدنى فى التعامل مع الإخوان خير دليل على الخطأ الذى وقع فيه هؤلاء.

وعلينا جميعا الآن أن نلتزم بأخلاق ميدان التحرير، التى كانت علامة على الوحدة الوطنية ووحدة صف الثوار، والسبب الرئيسى فى نجاح ثورتنا المباركة، فواجبنا أن نُجمع لا نفرق، ونعتصم ولا نشتت صف الوطن، وعلينا أن نرتفع عن مصالحنا الأيديولوجية أو الفكرية، فمصلحة الوطن فوق الجميع.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة