منذ أحداث ثورة يناير اعتدنا على سماع واستخدام كلمة فلول مرتبطة بكل ما ومن له علاقة بالحزب الوطنى غير المأسوف عليه وبالنظام الحاكم السابق، حتى إنها صارت عبارة نتناقلها نتهم بها بعضنا البعض فى حالات التنكيت.
واسمحوا لى أن أختلف مع تعريف هذه العبارة عند الجميع وارتباطها فقط بالحزب الوطنى ومن كان يرتبط به، فالفلول كلمة تشمل عندى أصنافا أخرى ورموزا قد يبدو على السطح أنها غير مرتبطة بل على النقيض من النظام السابق ولكنها فى الأصل روافد وامتداد له.
فى ميدان التحرير صباح الأربعاء الماضى وقف شاب هيئته تشير إلى أنه من الإسلاميين، وقف يحمل يافطة كبيرة على أحد جوانبها غلاف لمجلة آخر ساعة بصورة مرشد الإخوان المسلمين- حين كان يقال عنها المحظورة- وعنوان الغلاف يقول «أؤيد مبارك فهو الأصلح للرئاسة وأتمنى لقاءه»، وعلى الجانب الآخر من اليافطة كتب الشاب «الشعب يريد التطهير».
التف البعض القليل حول الشاب حيث لم يكن الميدان قد امتلأ بعد ولكن ما هى إلا دقائق ووجدنا عشرات يتحركون من جهة منصة الإخوان وينقضون على الشاب الأعزل إلا من يافطة.. اجتمع الناس وحاولوا تخليص الشاب من أيديهم ولكن هيهات فقد نال الشاب ومن حاولوا تخليصه علقة ساخنة والأهم أنه تم تمزيق اليافطة واختفاء حاملها.
حادث قد يبدو للبعض عابرا ولكنه للحق شديد الدلالة على أن الفلول كثر ولا يقتصرون على الوطنى، نعم فالإخوان المسلمون كفصيل سياسى بينهم فلول والسلفيون فيهم فلول والجماعات الإسلامية المختلفة كثير منهم فلول.
ورُب قائل بأن أكثر من تضرروا وأوذوا من النظام السابق هم الإسلاميون فكيف بى أن أتهمهم بهذه التهمة؟
ولهؤلاء وغيرهم أسوق أسبابى التى أزعم أنها ليست نابعة من غضب أو ضغينة للإسلام السياسى ولكنها فقط تستخدم العقل منحة الله للإنسان دون سواه.
أولاً: نحن الآن وسابقاً نعرف أن كثيرا جداً ممن كان يُطلق عليهم معارضة فى النظام السابق كانوا صنيعة النظام نفسه من أجل أن تبدو الصورة حلوة ومما يضفى شرعية كارتونية على الحياة السياسية، حتى إن البعض ممن دخلوا سجون السلطة كانوا من مريديها واختلفوا على الثمن أو خالفوا قواعد اللعبة المتفق عليها، والإخوان المسلمون لم يكونوا أبدا بمنأى عن هذه اللعبة، وللعجب فإنه منذ أيام وأثناء محاكمة العادلى وقف محاميه فى إطار دفاعه عن موكله قائلاً إن جماعة الإخوان خالفت اتفاقها مع أمن الدولة بنزول محدود يوم 25 يناير2011 ودفعت بأعداد أكبر من المتفق عليه. والمحامى هنا يدافع عن موكله ولكن بمنطق علىّ وعلى أعدائى اليوم شركاء الأمس.
ثانياً: هل منا من لا يعرف- سابقاً أو لاحقاً- أن السلفيين هم صنيعة أمن الدولة وكانوا محميين بهم فى مواجهة الإخوان وجماعات إسلامية أخرى متمردة أحياناً أو متطرفة؟ وهل منا من لا يعرف أن السلفيين من بين عقائدهم الرئيسية تكفير الخروج على الحاكم وأنهم كانوا لا يشاركون فى الانتخابات حتى مصوتين.
ثالثاً: هل من أحد لا يستطيع أن يدرك أن هناك تمردا من شباب الإخوان على شيوخهم رغم أن أول قوانين الجماعة هو سمعنا وأطعنا، أليس فى ذلك إشارة لثورة ولكنها لم تكتمل بعد؟.
رابعاً: لا أظن أن ارتماء قيادات جماعات الإسلام السياسى فى أحضان المجلس العسكرى ظالماً أو مظلوماً هو مجرد ارتماء منفعة ولكنه يبدو كاعتياد للارتماء فى أحضان الحاكم.
خامساً: ألا تبدو ممارسات جماعات الإسلام السياسى فى كثير من الأحداث الراهنة شبيهة بممارسات الحزب الوطنى من إقصاء للآخر وعنف فى المواجهة وتحالف فى الوجه وطعن فى الظهر، مما يؤكد على التأثر بمن قاموا على تربيتهم!
الشعب فى مصر ثار على حكامه ومازال يحاول التخلص من فلولهم ويطالبهم بالتنحى عن المشهد ليتركوا القيادة لشباب لم يتلوث بتحالف مع نظام أفسد القاصى والدانى، والإسلاميون ليسوا باستثناء من الثورة فمتى يتطهرون؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة