هانى صلاح الدين

هؤلاء هم الثوار الحقيقيون

السبت، 28 يناير 2012 04:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثبت ثوار مصر فى ذكرى الثورة أنهم خير مثال للثائر الحق، فبالرغم من حالة الفزع التى أشاعتها بعض الصحف القومية والفضائيات، والتأكيد على أن يوم 25 سيكون يوم حرق مصر، فإن الواقع جاء ليكذب كل هذه الادعاءات، ويؤكد أن ثوار مصر حريصون كل الحرص على وطنهم.

لقد عبر الثوار من مختلف القوى السياسية، من أقصى اليمين لأقصى اليسار، عن مطالبهم بشكل سلمى وراقى، وبالرغم من انطلاق عشرات المسيرات من مختلف أحياء القاهرة والجيزة ومختلف المحافظات، فإننا لم نجد حالة اعتداء واحدة على المنشآت الرسمية والحيوية، أو أى أحداث عنف، كما استطاع الثوار استيعاب الخلافات التى نشبت بين التيارات اليسارية والإسلامية، دون وقوع أى اشتباكات.

ومن الأشياء التى رصدتها بنفسى وسررت لها كثيرا، وأد العقلاء من مختلف القوى السياسية، لدعوات التصعيد ضد المخالفين، بل وكشف الشباب الساعى للفتنة بينهم، فكنا نجد بين الحين والآخر من يحاول إشعال الاشتباكات من خلال إطلاق شائعات، حول اعتداء شباب التيار الإسلامى على الاشتراكيين أو العكس، لكن مثل هذه الدعوات كان الثوار يتصدوا لها بكل قوة، ولذا مرت الذكرى على مصر بردا وسلاما.

كما كان واضحا اتفاق الثوار بمختلف اتجاهاتهم على مطالب أساسية، وعلى رأسها القصاص من المجرمين قتلة الشهداء، وإعدام مبارك والعادلى ورجالهما، واستكمال تحقيق أهداف الثورة، واقتلاع جذور النظام السابق،وتسليم السلطة، ونقل السلطة التشريعية والرقابية بشكل حقيقى إلى مجلس الشعب، والإسراع فى تسليم السلطة لرئيس مدنى منتخب، وإن كانت هذه النقطة مختلفا عليها فى التوقيت، فالإسلاميون يرغبون فى تأسيس الدستور أولا، ثم بعد ذلك ينتخب رئيس بصلاحيات محددة وليست مطلقة كما كان فى السابق، بينما يرى شباب من الثوار تسليم السلطة فورا لرئيس مدنى منتخب، أو لرئيس مجلس الشعب وعودة الجيش لثكناته فورا، لكن الطرفين اتفقا على تسليم السلطة وعودة الجيش للثكنات.

إنها ثورة عظيمة، وشبابها أضافوا بسلوكهم الثورى الراقى فى ذكراها سطورا من نور فى تاريخ النضال الوطنى، وأرى أن أهدافهم ستتحقق بمشيئة الله، خاصة أنهم أرسلوا رسالة قوية لكل المتربصين بثورتنا، فى ذكرى الثورة وجمعة الغضب الثانية، أكدوا من خلالهما جاهزية الثوار فى أى وقت، إذا مست الثورة وأهدافها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة