يسرى الفخرانى

نلتقى بعد 25 يناير!

الإثنين، 23 يناير 2012 03:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا تتمنى الآن لو وجدت مصباح علاء الدين السحرى، الذى يحقق عفريته الأمانى والأحلام؟
صباح الخير، أحب أن أقدم لك شوية أمل أن هناك أملا، فأول شىء يجب أن نحصل عليه فى المرحلة القادمة هو الأمل، وأحياناً إذا لم نجد الأمل اخترعناه رسمناه فى صورة عفريت مصباح علاء الدين الذى يأتى لك شبيك لبيك.

ماذا تتمنى؟
شخصياً أتمنى أن نحطم مصباح علاء الدين الذى نتكئ على زجاجه وعفريته، وننظر إلى أنفسنا ونرى مايمكن أن يحققه كل واحد فينا لنفسه ولكل من حوله، أن نؤمن بأننا نملك مايمكن أن نحقق به كل الأمانى دون انتظار مساعدة أو عفريت أيا كانت جنسيته، أن نحب العمل، فما ينقصنا هو أن نعرف كيف نحب العمل ونحب أنفسنا ونحن نعمل ونحبها أكثر وهى تجتهد وتصنع من الخيال إنجازا كبيرا!
كلنا فى انتظار عفريت مصباح علاء الدين، ولن يأتى، كلنا فى انتظار منقذ بطل فارس قوى إسطورى، وهو غير موجود، كلنا لانريد أن نصدق أن الدنيا تغيرت والأرض تحركت إلى زمن آخر!
كلنا، مع أننى أرفض التعميم، لكننا كلنا بالفعل، ندور فى الدوائر نفسها، نفكر بالطريقة نفسها، نحكى بالنبوءات، ننتظر إجابة للسؤال نفسه: ماذا بعد؟
لايهم أن نعرف ماذا بعد، قبل أن نعرف ماذا يحدث الآن، ماذا وصلنا له، ماهى حقيقة الواقع الذى نعيشه، أين نحن من حياة تتغير وعالم تغير؟
لابد أن نتخلص من العفريت والزجاجة والفانوس والسؤال والدهشة والانتظار والخوف واليأس والعجز والتردد والإحباط والقلق، ونبدأ بالأمل وبالعمل وبالإرادة، أن نعبر مرحلة الشكوى لمرحلة الفكرة، أن نمرر أنفسنا من خرم الإبرة الذى ننتظر سنوات على الناحية الأخرى منه!
لايصح فى 2012 أن يكون انتظارنا لمصباح قديم يسكنه عفريت عجوز عاجز حتى عن تحقيق أمانيه الشخصية البسيطة، نفكر كيف نجعل بلدنا مصباحا جديدا ينير الدنيا كما كنا نفعل فى عصور كثيرة، مصباح نحقق به أمانى الآخرين!
مصباح علاء الدين السحرى ليس هو الحل، لقد انتهى زمن السحر ودخلنا عصر العمل، وحتى نعمل، لابد أن نسأل أنفسنا سؤالا: لماذا لا نعمل بجدية عندما نجد عملا؟ سؤال آخر: ما الذى نملكه لكى نعيش حياة مستقرة سوى أن نعمل؟
الآلاف التى قررت أن تخرج يوم 25 يناير بعد مرور سنة على الثورة، يجب أن تحرس أمانى بلدها وأمانينا فى هذا اليوم، لا أن تفقدها أو تسقطها أو تخرسها أو تدوسها بقدم وتحرقها بيد، أن تدرك أن التغيير المنتظر يجب هذه المرة أن يبدأ من داخلنا، لا مصباح سنجده ولا عفريت سيخرج ولا فارس مختبئ حتى حينه، يوجد نحن وقلوبنا التى تحب بلدنا إلى أبعد مدى.
سيمر 25 يناير على خير، هذه توقعاتى التى أسجلها للتاريخ، فالكلمات التى تكتب لا تمحى، وسوف نحتفل فيه بأننا كسرنا مصباح علاء الدين وقررنا أن نحقق أمانينا ومشروعاتنا بأنفسنا، سوف نفعل، كم من المواعيد والأفكار والأحلام مؤجلة إلى مابعد 25 يناير؟ أن نكون الأمل نفسه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة