وائل لطفى

البردعاوية!

الأربعاء، 18 يناير 2012 09:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لست متأكدا من أننى أحب البرادعى، لكننى بكل تأكيد أحب «البردعاوية»؛ أحب هؤلاء الشبان الأنقياء الحالمين بالتغيير الذين تجمعوا حول الرجل وحولوه من موظف إلى رمز، ومن مسؤول سابق إلى زعيم حالى يعيش فى قلب اللحظة الراهنة.
لا أحد ينكر على الرجل شجاعته، وبعد رؤيته، وتصميمه على أن تكون معارضته لنظام مبارك معارضة جذرية، لكن هذه الشجاعة لم تكن لتثمر شيئا فى أرض الواقع لولا سواعد أولئك الشبان وقدرتهم على الحلم بغد أفضل.. هذه القدرة على الحلم هى التى جعلت الثورة واقعا ممكنا بعد أن كانت حلما بعيد المنال يراود البرادعى وجيله، لولا دماء الشهداء التى سالت فى 25 يناير والأيام التالية لما أمكننا أن نتحدث عن ترشح الدكتور البرادعى للرئاسة أو تنحيه عن هذا الترشح.
ولأن دماء هؤلاء الشباب وسواعدهم هى التى جعلت التغيير فى مصر ممكنا، يصبح من الأهمية بمكان أن نستمع لاعتراضهم على خطوة البرادعى التى اتخذها دون تشاور معهم، من المهم أيضا أن نستمع لأصواتهم الحزينة وهى تتكلم عن خذلان الرجل الدائم لهم فى أكثر من مناسبة، وعن خيبة الأمل التى يحصدونها كلما تعاملوا مع الرجل على أنه رمز لأحلام جيل كامل فى التغيير فإذا بتصرفاته تردهم لأرض الواقع وتعلن لهم أن الرجل لا يفكر سوى فى نفسه وفى انعكاس تصرفاته على مرآة ذاته.
هذا الرجل أصبح فى مقدوره أن يترشح للرئاسة بفضل دماء الثوار لكنه حين قرر أن ينسحب من السباق لم يستشر أحدا، لا الثوار ولا غيرهم، اتخذ قراره وأعلنه للناس فجأة وليذهب من يعترض إلى الجحيم.
من الناحية السياسية أرى قرار الرجل صائبا ومبنيا على دوافع سياسية بحتة، وليس صحيحا أنه تعبير عن موقف أخلاقى.
التحليل السياسى يقول إن الرجل أدرك أن فرصة فى الانتخابات القادمة ضعيفة للغاية وإن الإخوان والسلفيين لن يعطوه أصواتهم فضلا على أن صورته عند رجل الشارع العادى غير واضحة ومتأثرة بالدعاية التى مورست ضده.. قرر الرجل أنه من الأفضل أن يتحول من متنافس على منصب الرئيس إلى زعيم سياسى وهى صفة لا يوجد محك حقيقى للتأكد منها، ثم طرح على شباب الثورة فكرة تأسيس حزب سياسى، وهى فكرة تبدو متأخرة عاما كاملا على الأقل.
أنتظر من الدكتور البرادعى الذى أحترمه أن يعلن لمن آمنوا به كل التفاصيل التى دفعته لاتخاذ قراره، بما فيها تفاصيل علاقته بالمجلس العسكرى وجماعة الإخوان وكل العناصر المؤثرة فى اللعبة السياسية.
لا أدين البرادعى ولا ألومه، ولكنى لا أستطيع أن أمنع نفسى من التعاطف مع الشبان الذين يقولون إنه خذلهم وإنهم باتوا غير متأكدين من أنه سوف يخذلهم مرة أخرى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة