حاورت منذ أسبوعين الدكتور بطرس بطرس غالى الأمين الأسبق للأمم المتحدة، وذلك من برنامجى «العاصمة» الذى يعرض على قناة النهار، وأشهد أنه كان حوارا شيقا للغاية وبه كم هائل من المعلومات، فالضيف على قدر كبير من الأهمية وقيمة كبيرة وتاريخ طويل وشخصية دولية لا يستهان بها على الإطلاق.
تأملت حوارى معه وتوقفت أمام عبارة قالها بتلقائية شديدة لم تمر مرور الكرام سواء علىّ أو على المشاهدين.. سألته عن موقفه وقت اندلاع ثورة يناير واتهمته بالسلبية والدبلوماسية لكونه لم يتخذ فريقا ليقف معه سواء كان النظام أو الثورة؟!.. فقد صرح تصريحات نستطيع وصفها باللغة الدارجة بأنه مسك العصا من الوسط.. صمت لبرهة وأجابنى فى شجاعة يحسد عليها: «كنت مع النظام طبعا»، فأجبته «ولازلت؟» فنفى فى الحال دون أدنى تردد، مما جعلنى أشعر بالتخبط كيف يتحول دبلوماسى بحجم الدكتور بطرس بهذه السهولة؟ وما هو الدافع وراء هذا التغيير الكبير؟ فكانت حكمته التى أثرت فىّ كثيرا.
صمت لبرهة وتنفس فى عمق ونفى قبل أن يشرح أن تكون وجهة نظره انتهازية ثم استطرد قائلا: «أنا دائماً مع النظام لأنه يمثل الدولة التى تضمنا جميعا، وهو الجهة الشرعية لحكمها -أى البلاد» وأضاف ما يعنى أن حب الوطن والانتماء إليه أكبر بكثير من حب أى فرد حتى إن كانت تجمعه به علاقة شخصية أو مصلحة ما.
مقولة توقفت عندها وشعرت أننا جميعا كمصريين علينا فهمها والتعامل مع الوضع الراهن من منطلقها ومنطقها، فالأسماء زائلة، بينما الوطن هو الباقى، والأخطار إن أتت فلن تختار بين فصيل وآخر، فالمظلة واحدة والمصلحة واحدة، فهل يعقل أن أعترض على هدف لمنتخب مصر أحرزه لاعب من فريق الزمالك لكونى أشجع فريق النادى الأهلى!؟ بالتأكيد هذا هراء!
الوطن فى محنة وفى حاجة لالتفاف الجميع حول هدف واحد ونبيل دون الالتفات إلى أى شىء آخر ودون تشتيت وتقسيم المصريين إلى فصائل ومريدى مبارك ومريدى البرادعى ومريدى أبوالفتوح أو شفيق أو موسى أو غيرهم، فليس معنى فوز مرشح لم أنتخبه أن الوطن أصبح ليس وطنى!! أو أننى لن أعمل لصالح الوطن بسببه!! أو أننى سأرحل عن الوطن! وأكبر دليل هو فوز الإخوان والتيار الإسلامى بمجلس الشعب بنسبة كبيرة تتعارض مع رغبة كثيرين وأنا واحد منهم، ولكن الوطنية تحتم علىّ أن أقوم بواجبى تجاه دولتى بمنتهى الإخلاص والأمانة وأن أتعامل مع السلطة الحالية أو النظام الحالى بتعاونية وإخلاص ما دام لم يخطئ.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة