تعيش مصر حالياً حالة متفردة من بين الربيع العربى الذى أوجد له فى كل البلدان المجاورة خارطة طريق وجدولاً زمنياً للتغير فى تونس وحتى فى ليبيا، أما مصر فلا جدول زمنى ولا أحد يستطيع أن يعرف أى شىء فى الغد القريب ماذا سيحدث؟
الحالة المتفردة لا تقف عند صناع القرار والإدارة المصرية فحسب، بل حتى الحكومة لا تعرف ماذا تفعل حتى أن د. الببلاوى، وزير المالية، قال إنهم يستخدمون نفس الأدوات القديمة فى سد عجز الموازنة!
ولم يتوقف الأمر على الإدارة والحكومة وامتد إلى الأحزاب والتحالفات القائمة وتحت التأسيس فلا تجد حزب وائتلاف يتحالف على شىء معين، فالأيدلوجيات مختلفة والمبادئ الحزبية مختلفة فلا أعرف فيما الاتفاق إلا على التحالف من أجل التحالف!
والأمر أن كل الأحزاب الموجودة على الساحة الليبرالية واليسارية وذات المرجعيات الإسلامية ليس لديها خطة للانتخابات ولا برامج "والانتخابات على الأبواب".
مع العلم أن هناك صعابا كثيرة تواجه هذه التحالفات أهمها الأيدلوجيات المختلفة فى التحالف الواحد، وكذلك النسب التى سيتم على أساسها تقسيم المقاعد، ثم التمويل، وكيفية توزيعه على أعضاء التحالف، خاصة أن هناك أحزابا غنية وأخرى فقيرة، وبعضها قديم وأكثرها حديث، وآخر تحت التأسيس، وهناك أحزاب لها جماهيرية وأخرى ورقية ولا تملك سوى لسان مؤسسيها.
نفس الشىء المرتبط بالانتخابات وهو نسبة الــ50 فى المائة للمقاعد الفردية والتى لن تجعل هناك أى أغلبية لأى حزب، لأن الأعضاء لو انضمت لأى حزب إما تفصل أو تبطل المجلس، معضلة هذه المقاعد فى كونها الباب الخلفى ليس فقط لأعضاء الوطنى المنحل، بل لرجال الأعمال ومن يستطيعون النفاذ من خلال هذه المقاعد للبرلمان.
نحن نمر بمرحلة ضبابية لا أحد يعرف فيها شيئاً، ولم تنتج الثورة شيئاً سوى مشاهدة مبارك فى القفص وهذا ليس كل شىء، المهم أنك فى الوزارات والمصالح والمؤسسات تجد نفس الوجوه وبنفس الأداء ما حدث عندنا استطاع البعض أن يطوعها ليجعل الثورة مجرد احتجاجات أطاحت بالرئيس والحكومة فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة