محمد الدسوقى رشدى

اعتذار سعودى

السبت، 03 سبتمبر 2011 08:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل الشهادات القادمة من الأرض المقدسة أكدت أن الأمر لا علاقة له بسيور العفش والحقائب، ولا بالأوزان الزائدة ولا الطائرات، كل الشهادات القادمة مع المعتمرين المصريين العائدين بعد أيام من العذاب والتشرد فى مطارات السعودية تقول إن شيئا ما غامض يحدث فى المملكة ضد المصريين. شىء ما يخطط لمعاقبتهم وإجبارهم على دفع ثمن فعل ما ارتكبوه بشكل جماعى.

آسف لو أخبرتك منذ البداية بأن كل المبررات التى ساقها الجانب السعودى عن الأعطال والازدحام وغيره من روتينيات السفر لا يساوى شيئا بجوار الشهادات الحية التى سمعتها من أقارب وأصدقاء قادهم شوقهم للأرض المقدسة ولروضة النبى (صلى الله عليه وسلم) للسقوط فى فخ المملكة الذى أعدته للمعتمرين المصريين.

المعتمرون الذين قضوا أيامهم نياما فى العراء وألقت سلطات المملكة ببعضهم فى قرية الحجاج بلا غطاء أو شراب وتاهت حقائبهم، وافترشوا مع نسائهم الأرض دون أن تظهر السلطات السعودية أى رحمة أو احترام لخصوصية النساء والعجائز، يملكون من الشهادات ما تكفى لإدانة المملكة بقانون الأرض، وقانون السماء.

بقانون الأرض ارتكبت السلطات السعودية وشركة الطيران السعودية مخالفات بالجملة تتلخص فى إخلالها بعملية السفر وتعريض حياة المسافرين للخطر، وبقانون السماء ارتكبت المملكة من الأفعال ما يكفى للإخلال بلقب وشرف خدمة الحرمين الشريفين، ومن المؤكد أن رب السماء سيسأل المسؤولين عما حدث للمعتمرين المصريين فى السعودية لماذا أهانوا زوراه وقاصديه بهذا الشكل؟!

المعتمرون المصريون يتحدثون عن تعمد واضح لإهانتهم وإهانة مصريتهم وثورتهم مع سبق الإصرار والترصد بكلمات عابرة من نوعية: «ابقوا خلوا الثورة تنفعكم»، «ويا شعب جاحد»، وغيرها من التعبيرات التى توحى وكأن الناس فى المملكة السعودية قرروا القصاص لمبارك من حجاج مصر ومعتمريها.

للرئيس المخلوع علاقة مميزة وخاصة بدول الخليج، وتحديدا بالسعودية، وبعض الفرائض ترتعش فى دول الخليج خوفا من موجات الحماس الثورى التى تضرب الأرض العربية، بدليل أن المسؤولين عن التعليم فى الكويت لم يخجلوا من فصل تلميذ مصرى لم يتعد عمره العشر سنوات لمجرد أنه سأل: لماذا لا تقوم ثورة فى الكويت مثلما حدث فى مصر؟، ولكن هل يعنى ذلك أن دول الخليج ستعتبر أن كل مصرى أو ليبى أو تونسى داخل أراضيها هو عبارة عن قنبلة ثورية متحركة، أو عميل مهمته تصدير الثورة لبقية البلدان العربية يستوجب مراقبته، أو دفعه للخروج من البلاد بأى شكل من الأشكال حتى ولو كان بالإهانة مثلما حدث مع المعتمرين المصريين؟

الملك عبدالله الذى جاء محملا برؤى الإصلاح والأصوات المعتدلة والعاقلة فى الرياض من المؤكد أنه لا يرضى بما حدث للمعتمرين المصريين، ولا شىء أمام المسؤولين فى المملكة لإثبات حسن النية سوى فتح تحقيق رسمى وجاد لما حدث لزوار بيت الله فى مطار جدة وقرية الحجاج خلال الأيام الماضية وعدم الخجل من الاعتذار إن ثبت الخطأ، ولا شىء أمام السفير السعودى فى القاهرة سوى توضيح القصة بكامل تفاصيلها حتى لا نخسر دبلوماسيا نشيطا، ولا شىء أمام الخارجية المصرية سوى أن تقدم لنا تفسيرا عن ضعفها، ومبررا عن فشلها فى حماية أبناء مصر فى الخارج.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة