محمد فودة

محمد فودة يكتب.. إضراب المعلمين.. أكبر طعنة فى تاريخهم

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011 03:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أصدق نفسى أن يكون إضراب المدرسين الداعى له هو نقابة المعلمين الحرة، لأن هذا ليس هو الطريق السليم للتعبير عن الرأى والوصول إلى أرقى الحلول.. ما حدث مخالفة واضحة، وسُبَّة فى جبين معلمى مصر، وهم ليسوا بصغار.. فى الماضى كنا نحفظ: قف للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا.. وأخشى أن تكون هذه المقولة قد تبدلت أو حرفت أو شوهت.. الحقيقة أننا نعرف ما حدث فى أمور التعليم خلال أكثر من ثلاثين عامًا، خلالها تبدلت أشياء وسقطت أخرى، واستبدت مفاهيم ما كنا نعرف عنها شيئًا.. تحولت خلالها الدروس الخصوصية إلى أساس، وصارت المدرسة هامشية.

وتحولت فيها القيم إلى تراث، وإلى كلام فى الهواء.. غابت التقاليد وسادت عمليات الاتجار بالتعليم، واعتكفت التقاليد جانبًا.. ولكن كان لابد أن تعود قيمة المعلم.. قيمة المعلم التى غابت من أجل تقليص كل شىء فى مصر خلال الأعوام الثلاثين - تلك الأعوام التى قضت على الأخضر واليابس، وحولت الإيجابيات إلى فوضى، والأبيض إلى أسود، والأخضر إلى رمادى.

إن إضراب المدرسين هو فى الواقع يضعنا أمام حقيقة مهمة، هى أنهم من حقهم أن يعيدوا هيبتهم وأن يطلبوا، وأن تجيبهم الدولة وتستجيب، ومن حقهم أن يقدموا مشاكلهم وأزماتهم للوزير المسؤول، وهو أحد الأمناء على العملية التعليمية، الدكتور أحمد جمال الدين موسى..

الوزير الذى يحرص على تاريخه، وعلى شرفه، وعلى قيمه.. اليوم هذا الرجل لا يرفض أن يناقش مشاكل أبنائه المعلمين، ولكن أيضًا من حقهم ألا يتنازلوا عن قدوتهم ويتركوا عملهم فى أوائل أيام العام، إنها أزمة كبيرة وضعوا أنفسهم فيها، وأعتقد أنه فخ قد نصبوه لأنفسهم؛ لكى يعرضوا مطالبهم.. إنها أكبر ورطة، أعتقد أنهم تورطوا بالفعل، وهى أزمة لابد أن يقضوها بأنفسهم، وخاصة أنها دخلت فى أمور لاحقة، هى فوضى ومشاجرات مع المواطنين أولياء الأمور.. الذين يطالبونهم بالعمل ورعاية أبنائهم المعطلين.. منذ أول أيام العام الدراسى.. كنا نخشى ألاَّ يبدأ العام فى ميعاده بسبب الفوضى وأمور البلطجة التى نسمع عنها هنا وهناك.. وإذا بنا نبدأ العام لنفاجأ بأن التعطيل يجىء من ذوى الأمر الذين عليهم أن يدافعوا عن العملية التعليمية. ما يحدث من إضراب خطأ غير مبرر، وسيبقى وصمة عار فى حقهم، وفى تاريخهم، هؤلاء الذين كنا نترقب منهم أن يعلمونا الحكمة ويفتتحوا العام الدراسى بهدوء، أما مطالبهم فلها وقتها ومكانها.

إضراب المعلمين يخالف كل اللوائح، المفترض أنهم هم الذين يعلموننا إياها.. وهو انفلات وتراجع.. ولهذا فأنا أسأل: عن أى معلم نتحدث؟ وعن أى متعلم نطلب؟ ما يحدث فوضى شاملة ليس وقتها الآن ولا حتى مكانها.. وأنا أنتظر من المعلمين أنفسهم أن يفضوا الإضراب ويبدأوا بهدوء عملهم.. بدون تدخل الوزير.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة