فاطمة خير

الوحدة المصرية!

الخميس، 22 سبتمبر 2011 11:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يا للهول.. أتى زمن نتحدث فيه عن «الوحدة المصرية»!، بالرجوع إلى تعليقات القراء الأفاضل على مقال العدد الماضى «يفضل المسيحيون»، كانت النتيجة الوحيدة التى خرجت بها أن هذه «الوحدة» هى أكثر ما نحتاجه الآن.. للأسف!
وبرغم أن الهدف الأساسى من المقال- كما كان واضحاً- هو انتقاد عدم قيام الإعلام المصرى بدوره فى محاربة وحش الطائفية الجاثم على أرواحنا، ونتجاهله جميعاً مدعين أنه غير موجود، ولأن الإعلان فى جريدة عن شقة للبيع يفضل صاحبها أن يكون المشترى مسيحى الديانة (والنقد هنا لاشتراط ديانة، وليس لأن المطلوب مسيحى)، إلا أن انحراف التعليقات عن ذلك، وخوض أغلبها فى لومى (سواء من مسلمين أو مسيحيين) لأننى انتقدت اشتراط البيع لمسيحى.. أذهلنى، وصدمنى أكثر كم المعلومات المهولة الواردة فى التعليقات حول أماكن عمل تم تحديدها بالاسم تشترط ديانة محددة فى المطلوب لشغل الوظيفة!
وأعترف للمرة الأولى.. أن حزنى وألمى من هذه المعلومات، ومن سياق الاشتباك بين القراء والموضوع، كان أكبر من غضبى حين قرأت الإعلان، فلقد أدركت لحظة قراءة التعليقات المتزايدة، بأن الهوة تتسع بيننا جميعاً على أساسٍ طائفى، نعم.. على أساسٍ طائفى، وأى محاولة لتزييف ذلك هى خيانة للوطن، الوطن الذى نحتمى فى عزه جميعاً ولا ندرك قيمته، فلو أننا نعرفها ما هاجمنا بعضنا ولا عايرنا أنفسنا بأن هذا المطعم يوظف المسلمين فقط، وهذه الشركة توظف المسيحيين فقط، لو أننا ندرك خطورة ما يجرى لوقفنا أمام الطوفان، وما تركنا الأمور تتصاعد هكذا، لتنفجر فى وجوهنا من آنٍ لآخر، حتى تأتى اللحظة التى لن ينفع فيها الندم، حين يجلس من يستطيع النفاذ بعمره متحسراً قائلاً «كان لى وطن اسمه مصر».

ياسادة.. أيها القراء الأفاضل، لو أن أياً منكم / منا، غَيرَ ما لا يرضاه، لنهض مجتمعنا إلى الأفضل، والتغيير هنا لا يعنى العنف، بل الحوار والنقاش والجدل، ورفض الأوضاع الخاطئة، والتأكيد على هويتنا الوطنية ووحدة مجتمعنا، إما هذا، وإما أن نرى التعليقات وقد صارت رشاشات ورصاصات تصيبنا جميعاً وأعزاءنا فى مقتل.

اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة