وائل السمرى

الباشا الشعب تلميذ

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011 08:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فرصة لمن فاتتهم الفرجة على قنوات النيل أو روتانا أو ميلودى أفلام أو موجة كوميدى، حاليا وبنجاح ساحق، يعرض فيلم الباشا تلميذ بأكبر محاكم مصر، الفرجة مجانا شرط إحضار تصريح خاص من وزارة الداخلية ووزارة العدل وهيئة المحكمة، والضحك للركب، والقهقهة بصوت عال، شرط الاستمرار فى الفرجة، ولك أن تستمتع بأسعد لحظات الثورة بعد ترك الثوار للميدان فى الثانى عشر من فبراير، بالإضافة إلى تجميع عشوائى لمناظر من المؤكد أنك تتحرق شوقا لها، جالك يوم وسترى النيل والأهرامات وأبوالهول، كل هذا وأكثر فى محاكمة القرن، التى ستحدد مصير مصر، سترى ما لا تتخيله فى أحراز وفيديوهات قضية قتل الثوار والمتظاهرين المدنيين التى تنظرها المحكمة، وهى الفيديوهات التى رصدت أحداث وتفاصيل ميدان التحرير ووقائع الثورة المصرية منذ الخامس والعشرين من يناير وحتى تنحى الرئيس المخلوع.

إن كنت مازلت لا تصدق أننا فى فيلم كبير، فالآن ليس لك حجة، وإن كنت تنتظر دليلا دامغا فأديك أهو أخدت على دماغك، أما إن كنت و«العياذ بالله» من الثوار الذين أصيبوا أو من أهل الشهداء الذين فقدوا أعز ما لديهم من أجل بلدهم، فلا داعى للانتظار، والفيلم باين من أوله، أما إن كنت فى انتظار أن تبرد حرقتك على البلد الذى خربوه وأذلوه وأفقروه وأمرضوه فأنصحك بالتوجه إلى أقرب تلاجة، فلم نزد فى أعين الكبار عن شوية تلامذة فى مرحلة التكوين وناقصى وعى وعقل، وأزعم أن الاستهانة بهذا الشعب لم تكن لتصل إلى هذا الحد إذا ما كانوا يعتقدوننا أكبر شوية من التلامذة، فالباشا تلميذ هو اسم لفيلم شهير بطولة كريم عبدالعزيز قديما، وهو اسم للشعب المصرى حديثا، ولا تحسب أننى أعتب على المحاكمة أو القضاء أو المجلس العسكرى أو حكومة الأستاذ شرف، لا ثم لا ثم لا، أنا هنا أعتب على النجم كريم عبدالعزيز، والمخرج وائل إحسان، وأخص بالعتاب صديقى القريب من القلب والعقل بلال فضل، لماذا يا سادتى جعلتم اسم الفيلم «الباشا تلميذ» ألم تعلموا أن الأيام ستخبرنا أن الباشا المقصود هنا هو الشعب؟ وما الذى كنتم ستخسرونه إذا ما جعلتم اسم الفيلم «الباشا طالب» أو «الباشا أستاذ فى الجامعة».

نعم، الباشا الشعب تلميذ، لأننا مازلنا ننتظر نتيجة هذه المسرحية المسماة بمحاكمة القرن، ولا أعرف لماذا لا يسدلون الستار على هذه المسرحية البايخة ويعلنون أن الثوار قتلوا أنفسهم ومستريحون، وفعلا الباشا تلميذ لأننا ذهبنا إلى الاستفتاء على التعديلات الدستورية وفرحنا بالحبر الفسفورى دون أن ننتبه إلى شكل الدولة وتشكيلها وصلاحيات البرلمان القادم ونظام الدولة هل رئاسى أم برلمانى أم شبه رئاسى، وتلاميذ حقا لأننا ننتظر الانتخابات البرلمانية ولا نعرف حتى الآن شكل الدوائر الجديدة ولا فلسفة تقسيمها، وتلاميذ لأننا نعرف تمام المعرفة أن المرشحين للبرلمان القادم لم يستعدوا للانتخابات لأنهم لا يعرفون حدود دوائرهم، ولا الناخبين يعرفون من سيمثلهم، كما نعرف أن ظاهرة شراء الأصوات ستعود وبقوة فى الانتخابات القادمة وأن البلطجة ستصبح اللغة السائدة ولم نتخذ ما يلزم تجاه منع هذا العبث.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة