لا يصح يا سيدى تحت أى مبررات أن تعاند حركة التاريخ والتقدم، فتعلن عن تفعيل قانون الطوارئ، رغم أنه لم ينفع خلال 30 سنة، فلم يقض يوما على الإرهاب، أو يمنع الناس من الغضب والثورة. وبالتالى لن يساعدك على استعادة الأمن أو تقييد حرية الإعلام ومنع التظاهرات.
لايصح أن يحاكم مدنيون أمام محاكم عسكرية أو محاكم أمن الدولة، فكل منهما قضاء غير طبيعى، ولايصح أن تنظر هذه المحاكم قضايا تتعلق بحرية الرأى والتعبير، وبافتراض أن آراء البعض دخلت منطقة السب والقذف فإن القانون المدنى كفيل بمحاكمتهم.
لا يصح أن يحاكم البلطجية وحملة المطاوى وقطاع الطرق أمام القضاء العسكرى أو محاكم أمن الدولة، بينما يحاكم قتلة المتظاهرين والفاسدين من رموز النظام السابق أمام القضاء الطبيعى، فالحقيقة أنه لا توجد فروق بين البلطجية وقطاع الطرق وبين رجال النظام السابق الفاسدين وقتلة المتظاهرين، فكلهم مارسوا البلطجة والتهديد والسرقة والقتل.
لا يصح سيدى الجنرال أن تتفاخر أمام بعض المثقفين وتقول إنك ستنظم وترعى حواراً مجتمعياً لأن هذا الدور يتجاوز إمكانياتك الفكرية والسياسية، والأهم يجعل منك خصماً وحكماً، صحيح أن دورك كان بالغ الأهمية فى إسقاط رموز النظام السابق، لكن ما قمت به من أدوار سياسية بعد ذلك أربك الساحة السياسية وأنهك الثورة وبدد طاقتها فى معارك جانبية بسبب التباطؤ والارتباك، من هنا فإن أى حوار قومى لابد أن يقيم أداءك المرتبك وأخطاءك، وبالتالى لابد أن تكون بعيداً عن هذا الحوار أو مشاركاً فيه مثل أى قوة سياسية أخرى، والأفضل أن يكون الحوار تحت قيادة شخصيات وطنية بعيدة عن العمل الحزبى وليس لديها أطماع سياسية.
لا يصح سيدى الجنرال أن تورط نفسك فى العمل السياسى وتدخل فى تفاهمات وتحالفات مع بعض القوى وتوظفها ضد قوى أخرى. لايصح سيدى الجنرال أن تتصور أنك ممكن أن تفعل كل شىء فى وقت واحد، فأنت ورجالك – لكم كل الشكر والتقدير – تختار الوزراء ورؤساء الشركات ورؤساء تحرير الصحف وتساعد فى عودة الأمن وتناقش الميزانية وتدعمها من مواردك الخاصة وتعدل وتصدر القوانين، وتتصدى للإرهاب وتردع المخالفين الذين بنوا على الأراضى الزراعية، وتوزع مساعدات على الفقراء، وتحل مشاكل الإعلام، وتدعم بعض الأحزاب الجديدة، وتجرى استطلاعا حول شعبية مرشحى الرئاسة، لا يمكن منطقياً ولا يصح أن تقوم بكل هذه الأدوار، لأنها كثيرة جداً ومتداخلة وتتجاوز قدراتك وخبراتك السياسية المحدودة.
لا يصح سيدى الجنرال أن تختار عدداً محدوداً من المثقفين لا يمثلون كل ألوان الطيف الفكرى والسياسى كى تتحدث معهم، وتستمع إليهم، وعندما ينصرفون تأخذ ما يروق لك أنت وحدك من أفكار ومقترحات، وتستبعد ما تشاء، والأهم أن هذا اللقاء يحدث بشكل غير دورى وحسب إرادتك أنت، وفى غرف مغلقة، وبدون تمثيل مناسب للمرأة والشباب، نعم الشباب الذين فجروا الثورة التى بدونها لم تكن تجلس على كرسى الحكم. لا يصح سيدى الجنرال أن يكون فهمك لأولويات التحديات التى تواجه الأمة هى الوضع الأمنى، والاقتصادى، والإعلامى، والفتنة الطائفية. لا يصح بل إنها الكارثة عندما تضع الإعلام قبل الفتنة الطائفية، وعندما لا تضع العدالة الاجتماعية ضمن أولوياتك!
لا يصح سيدى الجنرال أن تظل صامتاً ولا تتحدث لشعبك وتطلعه على خريطة طريق واضحة، بجدول زمنى محدد للمرحلة الانتقالية تضمن متى يعود الأمن، ومتى تجرى الانتخابات وتسلم السلطة لرئيس منتخب.لا يصح سيدى الرئيس أن تصمت على اعتداء الجارة وعلى العلاقات الاقتصادية والسياحية غير المتوازنة معها، أقصد بالجارة اليونان، فأنا منذ السطر الأول فى هذا المقال أتحدث مع جنرال تركى!! فى تركيا قبل نصف قرن!! كان يحاول الحفاظ على النظام من خلال تغيير الرئيس وبعض رموز النظام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoued al said
بدون عفوا او غيره هذا حقنا
عدد الردود 0
بواسطة:
حمزه
عفوا ايها الكاتب
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو مصعب الهواري
الجنرال يفضل العمل بصمت!
عدد الردود 0
بواسطة:
امينة عبد الرحمن
الى الاخ حمزه تعليق نمره ٢
كفانا خطوط حمرا بقى! هو ده اللى ضيع البلد اصلأ.
عدد الردود 0
بواسطة:
د. سهام نصار
مقال شجاع لكاتب شجاع عبر عن رأى كل واحد منا
عدد الردود 0
بواسطة:
مريم
سلمت كلماتك الشجاعه