السيد شحتة

أردوغان والعزف على وتر الكرامة

الجمعة، 16 سبتمبر 2011 10:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أسمع طوال الاثنين والثلاثين عاماً التى قضيتها على تراب هذا الوطن بزعيم غير مصرى حظى بكل هذا القدر الكبير من الاهتمام والحفاوة التى قابل بها المصريون رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان، والذى طغت أنباء زيارته على حوادث البلطجة والانفلات الأمنى والأخبار الخاصة بمحاكمات رموز النظام السابق، والمخاوف من قرارات المجلس العسكرى ونواياه التى غرقنا فيها طوال الأسابيع الماضية.

أصبح الزعيم التركى هو البطل المفضل لدى الكثير من شباب وفتيات مصر، الذين يعشق الكثيرون منهم الدراما التركية، وكان لافتا للنظر أن العشرات من المواطنين البسطاء قضوا ساعات طويلة ليكونوا فى شرف استقبال أردوغان.

بدا مشهد دخول الرئيس التركى للقاهرة، إلى حد كبير، أقرب ما يكون إلى الفاتحين العظام الذين مروا يوماً ما على أرض هذا الوطن فى رحلاتهم من أجل الدفاع عن هوية الأمة ضد كثير من المحتلين، الذين حاولوا اغتصابها على مدار التاريخ.

أعلم جيداً أنه من الحماقة أن يسقط الإنسان فى السياسة أسيراً للمشاعر العاطفية، لأنه مهما كانت المواقف نبيلة فإن السياسة تبقى دوما لا تعرف سوى لغة واحدة هى لغة المصالح، ولكن لا يمكن لأى منا أن يغفل لهذا الزائر العزيز حرصه فى هذه اللحظة الفارقة على أن يأتى إلى أرضنا ليقول لمن يتحينون الفرص لإثارة القلق على حدودنا أن مصر وتركيا يد واحدة.
يحسب لهذا الرجل، إنه فى نفس اللحظة التى فتح فيها كل نيران بلاده على إسرائيل قرر أن يأتى إلى قلب قاهرة المعز ليقول إن ما يجمع مصر وتركيا أكثر مما يفرقهما، وإن أرض النيل مهما كان حجم التحديات قادرة على أن تشق طريقها نحو غد أفضل.

تبقى المفارقة الأكبر من وجهة نظرى هى أن حجم الشعبية الكبيرة التى يتمتع بها أردوغان تفوق تلك التى يحظى بها كافة مرشحى الرئاسة المحتملين، بل وقادة كافة الأحزاب والقوى السياسية الموجودة على الساحة، والدليل على هذا الحشود الشعبية التى خرجت بعفوية شديدة لاستقبال أردوغان، والذى أصبح الآن وبحق بطل الشاشة الأول فى مصر.

وبعد أن كان المصريون منذ أيام قليلة يتبادلون الحديث عن الإضرابات الفئوية والطوارئ وارتفاع الأسعار صار الجميع يرددون بشكل أو بآخر "بص شوف أردوغان بيعمل أيه"، والسبب الرئيسى فى اعتقادى أن الرئيس التركى استطاع أن يضرب على وتر الكرامة والعاطفة، والذى يتملك مشاعر كافة المصريين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة