ما أحلى الحلال وما أروعه.. وما أطيبه.. وما أرقاه.. وما أثمره.. وأعذبه، إنه الفعل النقى الذى أتى به العبد المؤمن معنويا كان أو ماديا فسرت به النفس.. نفس الفاعل ونفس المتلقى.. الحلال لا يسبب ضررا لأحد.. الضرر بمعناه الواسع.. الضرر المعنوى والحسى، الحلال فعل طيب لأنه أشبه بالماء البارد فى الصحراء يروى الظمأ وينقذ الحياة، أو يبدأ حياة جديدة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله طيب لا يقبل إلا طيبا»، والحلال فعل طيب ومقبول من الله، لأنه خير يدخل السرور على المسلم وعلى من حوله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يكسب عبد من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه ولا تركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث»، الحرام هو طريق الهلاك لأنه كالنار تلتهم كل ما هو خير ولا تبقى إلا الهشيم، قد يبدو كاسب الحرام سعيدا، ولكنه يعلم علم اليقين فى قرارة نفسه أن أفعاله ومكاسبه هى مصدر عذابه فى الدنيا والآخرة، إن وفقه الله أعلن توبته واختار طريق النور والفعل الصالح والرزق الحلال، عندئذ تتغير الدنيا وتتغير مشاعره، وبعد أن يعرف مذاق الخير والحلال لا يقبل غيره ولا يسعى لسواه.
قال خير الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «غدوة فى سبيل الله خير من الدنيا وما فيها، وروحة فى سبيل الله خير من الدنيا وما فيها»، كل عمل لله فهو عمل طيب يحبه الله ويباركه ويرفعه، ويحبه عباد الله سواء استفادوا منه استفادة مباشرة أو العكس، فالأعمال الصالحة تتم طبقا للقوانين التى جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضا كل ما يتم القيام به طبقا لقانون السماء دون مغالاة يكون صحيحا ويرفع إلى العلى القدير.
الغش بكل صوره سواء كان غشا ماديا أو غشا لفظيا يؤدى إلى ربح فهذا الربح حرام؛ لأن به خداعا يسبب ضررا لطرف آخر، والنبى الكريم سيدنا محمد قال لا ضرر وضرار وقال أيضا «من غشنا فليس منا»، فالذى يمارس الغش يختار بوعى كامل أو حتى بنصف وعى أن يضحى بانتمائه للأمة فى مقابل مكسب مادى أو غير ذلك، بالإضافة إلى هذا الذى يأكل الحرام ويعرض نفسه للغضب الإلهى.
إن الحلال يسرى فى الجسد كماء المحياة يزرع فيه النور والرقة والعفة والعافية والسعادة: «والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم»، الحلال والصواب والنقاء والطهر والصدق والسمو هى جوانب من الرسالة المحمدية بها يصلح الله سبحانه بال الفرد المسلم، وتكون هذه القيم سببا فى سعادة الفرد والمجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة