عمرو جاد

"عايزينها تبقى ثورة"

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011 10:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على أحدهم أن "يخرس" وزير الزراعة الجديد ويضعه فى حجمه الطبيعى، ويذكره بأنه لولا تلك الثورة لما وصل إلى هذا المنصب الذى لو كان وقف على شعر رأسه ما وصل إليه، هذا الوزير الذى لا يخجل من نفسه ذهب ليشارك فى مسرحية هزلية باستاد القاهرة يوم الجمعة الماضى، تحت شعار "عيد الفلاح"، وكأن الفلاح تخلص من جميع همومه ومشاغله ليذهب إلى الاستاد ليشارك الوزير وكبار المسئولين الرقص على أنغام الـ "دى جى"، وأغنية "عايزينها تبقى خضرا"، متناسيا أن وظيفته الأساسية حل مشاكل الفلاحين والنظر لحالهم بعين الاهتمام ورفعهم ولو درجات قليلة من القاع الذى يرقدون فيه، منذ أن عرف المصرى القديم معنى الزراعة، وليست مهمة الوزير أن يحشد الآلاف منهم بجلابيبهم وعصيِّهم للاستاد والتصوير معهم أمام الكاميرات لمجرد إلهاء الناس عما يجرى من حولهم، بنفس الأسلوب البالى للأحزاب الهالكة حين كان الناس مغيبون لا يدرون من المصلح من المفسد.

الأمر هنا لا علاقة له بالثورة ولا مضاداتها، الأمر يلخص غباء العقول التى تقود الحكومة، وسطحية التفكير التى تجرى فى عروق جهابذة السياسة الذين تفتقت أذهانهم عن تلك الحيلة الرخيصة لتحول الأنظار عن المحاكمات العسكرية والتشويش على الأصوات التى تدعو لوقفها، لقد تخيلوا أن الفلاحين سيكونون أول من ينساق أمام الدعوات السخيفة بالحفاظ على الاستقرار المزعوم، أو أنهم سيكونوا رأس الحربة الثانى، بعدما انبرت شوكة الإخوان المسلمين وأصبحوا كارتا محترقا.

وللأسف لم تنجح تلك الحيلة لأنها من السذاجة لدرجة أن من ذهبوا لا يشبهون الفلاحين الكادحين، فالفلاح الحق ليس لديه وقت لهذه التفاهات، خير له أن يستغل هذا الوقت فى عمل ينفعه أو راحة يرجوها لجسده الذى حرقته الشمس وأرهقه الشقاء، وأتعبته مشاوير البحث عن السماد الذى تتاجر فيه الحكومة، خير له أن يستغل الوقت فى إيجاد طريقة لسداد سلفة من بنك التنمية، جرحت كرامته قبل أن يقبضها، وأصبحت هما بعد أن صرفها على تعليم الأبناء وتزويج البنات وعلاج الزوجة.

العار الذى تمثله إهانة الفلاح فى مصر ستتحمل وزره الحكومات المصرية المتعاقبة، حتى تلك التى جاءت بها الثورة، واستخدمته خيال مآتة سياسى ترهب به منتقدى أداء المجلس العسكرى، ستظل كرامة الفلاح المستباحة وكل ذرة مهانة علقت بها، ذنبا يلاحق كل من تاجروا باسم فلاحى مصر وحشدوهم فى المؤتمرات، ويحرمه من أن يجد ريح الجنة، فقد أذلوه قبل الإقطاع وبعده، ونسيته الثورة، وذبحته الثورة المضادة وتلاعب به الاشتراكيون وركبه الحزب الوطنى لأعوام، وزور باسمه نواب البرلمان، وفى النهاية كافئوه بمسخ أسموه عيد الفلاح، بينما العيد الحقيقى لأى فلاح الآن هو أن يجد قوت يومه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة