محمد فودة

محمد فودة يكتب.. المواطن المصرى فى غرفة الإنعاش!

الثلاثاء، 09 أغسطس 2011 09:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعيش المواطن المصرى هذه الأيام فى غرفة الإنعاش - العناية الفائقة - الوقت طال منذ تاريخ اندلاع الثورة فى الخامس والعشرين من يناير الماضى، وحتى اليوم.. ولم تحسم القضايا المعلقة، ولم يعرف الشعب المصرى سوى تتابع المظاهرات والاحتجاجات والمحاكمات هنا وهناك، وفى المقابل غاب الأمن والأمان والاستقرار، وتقاعست سبل تطوير الحياة فى مصر.. فلم تعد هناك أى محاولات للنهوض من الكبوة والخروج من النفق المظلم والفرار من الأسلاك الشائكة التى تحيط طموحاتنا من كل جانب.. ولا توجد أفكار نهضوية وحلول جذرية. ولا شىء سوى سبيلين، لقمة العيش والبحث عن الأمان صحيح أن شهر رمضان المعظم جاء فى موعده لينقذ المواطنين المصريين من روتين حياتهم اليومية، أو هو شهر هدنة ليستريحوا من متاعب ومشقة الخروج من دائرة الخوف على الغد والقلق على مستقبل الأجيال الطالعة، المواطن المصرى حالياً لا يعرف خريطة وطنه وكيف ستكون ومتى، فالوطن بلا رئيس جمهورية ولا نعرف ميعاد انتخابه والمواطن بلا مجلس شعب ولا نعرف أيضاً ميعاد انتخابات النواب ولا طريقة الانتخابات، أما مجلس الشورى فقد تضاربت الأنباء حول استمراره أو إلغائه.. رأى يؤكد أنه مجلس بلا جدوى أو أنه لمدة ثلاثين عاماً بلا أى فاعلية ولم يحسم أى قضية من قضايا الوطن والمواطنين، وكان مجرد ديكور لتجميل النظام السابق، وآخرون يقولون إنه من الواجب استمرار مجلس الشورى المصرى، على أن يتم تطويره وفعالياته على غرار مجلس الشيوخ الأمريكى أو مجلس الحكماء التركى، وكلاهما يتميز بنظم تسعى لتطبيق الديمقراطية وروح العدل بين المواطنين إلى جانب بند مهم جداً فى قاموس هذين المجلسين الأمريكى والتركى، وهو بند الارتقاء بالمواطن والوصول إلى أرقى حالات إسعاده، ولكن فى مصر لا أحد يعرف ماذا سيفعل المواطن المصرى؟! ولا ماذا سيكون شكل المستقبل، هناك إحساس بأن المواطن المصرى فى مفترق الطرق، ويزيد من هذا الإحساس عنده عنصر اللا أمان واللا استقرار، بل يتعاظم هذا الشجن بداخله من تراجع مستوى الاقتصاد ومن دور العمل والتجديد فى طرق وأساليب الإنتاج، هناك إحساس بأن هناك أشياء كثيرة تنقصنا فى هذه المرحلة الحاسمة الصعبة، التى اختلطت فيها كل المفاهيم وكل التقاليد وكل الطرق المستقيمة، وشىء واحد هو الواضح فى الصورة، هو انتشار الغيوم والسحب، التى نتمنى أن تلد لنا جديداً لم يعد المواطن المصرى رهن التجريب بعد أن تحول إلى أنبوب اختبار من جانب الأحزاب مرة ومن جانب النشطاء السياسيين مرة أخرى أو من جانب بعض الفضائيات، التى أصبحت تتبادل استغلاله واستثمار مشاكله وأزماته وتحوله إلى مادة للمتاجرة والكسب السريع المضمون.

وفى النهاية يجد المواطن المصرى نفسه فى مفترق الطرق وكأنه فى حاجة إلى غرفة إنعاش.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة