محمد فودة

محمد فودة يكتب.. قبل أن تلتهمنا ثورة الجياع.. وحروب الشوارع!!

الجمعة، 05 أغسطس 2011 04:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل نحن مقبلون على ثورة جياع؟ كل المؤشرات تؤكد ذلك.. ما لم ننهض من غفوتنا ونعيد الأوضاع إلى نصابها الصحيح.. فقد وصلت الفوضى فى مصر إلى حد لا يمكن احتماله، مما يتبعه استمرار تردى الأوضاع فى مختلف المجالات السياحية والاجتماعية والاقتصادية، ما يقود البلد إلى شلل تام، ليس بعده سوى حرب الشوارع، التى بدأت ملامحها تطل علينا بكل سفالة وتشفٍ، فما يحدث اليوم فى الشارع المصرى أصبح داعياً للقلق.. اشتد العراك والاشتباكات والصراعات بين أبناء الشعب المصرى، حتى وصل فى يوم واحد عدد الضحايا إلى أكثر من ثمانمائة شخص، وهو مؤشر خطير يدعو لإعادة التفكير فى كل ما نعيشه اليوم فى مصر.. الأمر خطير وأخطر مما يتخيل المحللون، والسياسيون، فما كانت كل التوقعات توحى بأن أقصى انفلات أمنى بعد أى ثورة أن يصل إلى هذا المنحنى الخطير، ما يحدث مقدمة صريحة لحرب الشوارع، وهو أبشع صور الفوضى، وقد عرفتها مصر فى أعقاب حرب 1956، خاصة فى المدن الساحلية، وكانت بورسعيد نموذجاً مشرفاً لذلك.. ولكن كان ذلك موجها للعدو أثناء عدوان غاشم على مصر.. أما اليوم وبعد مرور خمسة وخمسين عاماً على هذا الحدث فإنه يحدث بين المصريين أنفسهم، ولهذا فالأمر يدعو للقلق ولا يبشر بخير، وكنا قد استسلمنا لكم التظاهرات المختلفة والاحتجاجات السياسية، لأننا نعلم أنها فى طريقها إلى الانتهاء، مهما انتشرت فى الميادين، ولكن الكارثة الأبشع هى الإحساس الشعبى باللاأمان، الذى أدى إلى تحويل الحارات المصرية إلى قنابل موقوتة تتسع لتنفجر عند أبواب الشوارع ثم تلهب الميادين، التى تحولت إلى ما يشبه الحرب الباردة، فهى فى وقت وآخر تترقب الاشتعال وتحول البلطجية إلى قناصة، يترصدون خريطة المنطقة المراد تدميرها.. كانت الشرارة الأولى فى شارع عبدالعزيز بوسط القاهرة الذى صار الأشهر فى تجارة التكنولوجيا منذ سنوات، تحول منذ أربعين يوماً إلى ساحة لقتال بدأ بصراع أفراد ثم تحول إلى صراع أكثر من ثلاثين أسرة تجارية، وبعدها تحولت هذه الاشتباكات إلى شكل يتكرر فى ميدان العتبة، والسيدة زينب، وغيرهما حتى طالت الأحياء العشوائية، وكان التفسير الأسهل هو أن فلول النظام السابق - القديم - هم المسؤولون، ولكنى لا أرتاح لهذه المبررات غير المقنعة، لأن القضية قضية وطن وليس مجرد ميادين أو أحياء أو مواطنين، الأمر أصبح يحتاج إلى تقنين أمنى وسيطرة الدولة على كل جوانبها، خاصة أن هناك تحديات كبيرة فى شمال سيناء، وهو أيضاً يعنى أن الخريطة المصرية مستهدفة، بدءا من حدودها الشمالية وصولاً إلى الخريطة فى الداخل، وهذا هو الخطر الأصعب وقد توقفت باحترام لكلمة الفريق سامى عنان رئيس أركان القوات المسلحة، الذى يحذر من ثورة جياع قادمة ما دامت استمرت هذه الفوضى، وهذا التحذير فى رأيى هو مربط الفرس، وهو التحذير الأكثر حكمة، والذى علينا جميعاً أن نعى من أجل أن نفلت من هذا العقاب المرتقب لا قدر الله. فمصر مستهدفة ونحن فى الداخل بدون أن ندرى ننفذ هذه المؤامرات، التى تسعى للتخريب.. ولا نعرف أننا نضرب أنفسنا أساساً.. فهؤلاء الأعداء يريدون أن تطول مدة اللاأمن واللااستقرار وما يعقب ذلك من ضعف اقتصادى وانهيار سياحى وسقوط تعليمى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة