أهلا بك فى ساحة «الهرتلة» يا صديقى، يقول الشاب أحمد الشحات بطل موقعة إسقاط العلم الإسرائيلى بعد ملحمة السير فوق جدران العمارة التى بها السفارة أنه تلقى تهديدات متكررة بالقتل من أشخاص مجهولين أكدوا له أنهم لن يتركوه على قيد الحياة، لم يشرح الشحات ولم يوضح طبيعة شخصية المتصل وهل اكتفى بالتهديد أم استرسل فى ذكر أى تفاصيل قد تدل على شخصيته!. طبعا بعض السادة المحامين هرولوا لملء أوقات فراغهم والبحث عن مكان على خريطة الفضائيات وقدموا إنذارا لوزير الداخلية يطلبون فيه ضرورة توفير الحماية للبطل المصرى.
تصريحات الشحات عن ما يتلقاه من تهديدات بالقتل، يقابلها تصريحات أخرى كانت وسائل الإعلام قد تناولتها على لسان شخص يسمى مصطفى كامل جاب الله، يقول فيها أنه البطل الحقيقى الذى قام بإنزال العلم الإسرائيلى، ويؤكد أن أحمد الشحات هدده قائلا: (لو مبطلتش كلام عن قصة أنك البطل الحقيقى للسفارة هيكون لى تصرف تانى معاك). مصطفى كامل لم يكن وحده الذى أعلن عن تلقيه تهديدات من الشحات، شخص آخر هو الدكتور أسامة عز العرب المنسق العام للجبهة الثورية لحماية الثورة المصرية- هكذا يلقب نفسه- نشرت الصحف أنه تلقى اتصالا هاتفيا من الشحات يطالبه فيه بعدم الحديث نهائيا عن موقعة السفارة، وإلا «سيتصرف معه».
لا أعرف إن كانت أجواء التهديدات والشوائب التى بدأت تعلق بالقصة التى أسعدت المصريين تحتاج إلى تعليق، أم أن الموضوع بالنسبة لك شارح نفسه، أم أننا بدأنا ندخل فى أجواء رأفت الهجان وجمعة الشوان على اعتبار أن فى الأمر إسرائيل ونجمة داود وهكذا؟!
دعنى أكون صريحا معك وأخبرك أنى فقدت سعادتى بالقصة كلها بعدما بدأ الشحات فى «الرطرطة» الإعلامية، فى بداية القصة كان سر فرحتى بها مستمدا من كون الشحات شابا مصريا عاديا لا علاقة له بأحزاب أو حركات سياسية، مثله مثل الرائع الذى تصدى لمدرعة الأمن المركزى فى شارع القصر العينى وقت أحداث الثورة واختفى وانزوى ورفض الظهور الإعلامى ليؤكد أن شجاعته كانت ابتغاء لوجه الله والوطن.
أنا لا أشكك فى نوايا الشحات خلال اللحظات التى كان يسير فيها على الحائط متجها نحو العلم، ولكنى أشك كثيرا فى أن نواياه تحولت وتبدلت وأصابها مرض الكاميرا مع أول صورة ظهرت له فى الصحف والفضائيات، ولم يعد التسلق والمخاطرة فعلا خالصا لوجه الله والوطن ودافعا غريزيا يتملك آلاف المصريين كلما رأوا علم الكيان الصهيونى كما كان وقتها، بل تحول فعله إلى تورتة يسعى الكل لسرقة أكبر قطعة فيها.
قصة بطولة الشحات دخلت طور التشويه فى تلك اللحظة التى سعى بعض الشيوخ والإعلاميون لركوبها وتصدير قيامهم برعاية الشحات، وتوغلت القصة فى نفق التشويه والمزايدة حينما قرر محافظ الشرقية أن يمنح الشحات شقة ووظيفة دون وجه حق، رغم أن الآلاف غيره قد يكونون أشد احتياجا منه ولم تنظر لهم المحافظة بعين الرحمة بتلك السرعة الرهيبة.
القصة تحتاج إلى إعادة تنظيف حتى لا تتحول إلى مسخ، القصة تحتاج إلى تحقيق سريع وحاسم حتى نستطيع أن نحكيها لأولادنا وأحفادنا دون أى تشكيك، وحتى تسقط الأقنعة عن هواة المزايدة ومنافقى الكاميرات، وحتى تعود أفعال الشجاعة إلى هدفها الطبيعى مرة أخرى.. ابتغاء مرضاة الله ووجه الوطن وليس البحث عن كاميرات التليفزيون وعطايا المسؤولين غير خالصة النوايا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ام محمد
ربنا يهدى
عدد الردود 0
بواسطة:
حليم
جزائري من أم مصرية....مادام بيتخانقوا على مين ينزل حتة قماشة يبقى ورق.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
البطل الحقيقى
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
اى بطولة
عدد الردود 0
بواسطة:
nasserharbia
المبالغة الفاضية
عدد الردود 0
بواسطة:
منى المصرية
الخطافة
عدد الردود 0
بواسطة:
Balegh
عايزين تعرفوا الحقيقة ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسين المرسى
الشحات يشحت البطولة
عدد الردود 0
بواسطة:
ali111
يعنى ايه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد شحبر
كول
كول مصرى احمد الشحات