نتابع جميعا ما يدور على الساحة المصرية - الإسرائيلية منذ يوم الخميس قبل الماضى بدءا من استشهاد الجنود المصريين وحتى تصريحات المتحدث الرسمى باسم السفارة المصرية فى تل أبيب الذى وصف العلاقة بين البلدين بالصافية ودعا المصريين لزيارة تل أبيب للاطلاع على مدى تقدمها والذى فيما يبدو تسبب له فى انبهار أنساه ماضيا أليما مع الدولة التى يخدمنا فيها، بل وجهله بما يدور على الحدود، حتى إنه عن غير قصد لم يتابع الصحافة المصرية، وإنما اكتفى بما يقدم له من وجبات الكوشير.. ولا ألوم من كنت أظنه خادم الشعب المصرى، بل ألوم رئيسه المباشر بدرجة وزير خارجية مصر والذى تركه فى منصبه كما هو بعد هذه التصريحات التى تؤكد أنه تابع مخلص لسيده المستلقى على فراشه فى المركز الطبى العالمى، بل وأزيد اللوم لأنه لم يقم بما هو بديهى فى ظل ثورة، وهو تطهير المؤسسة التى تتحدث بلسان مصر خارجيا حتى لا ينطق منهم عن الهوى ويكثر لغوه بحيث يلقى منا ما لا يطيق.
إلا أن المسألة الأكثر أهمية هى عدم وجود رد فعل مصرى على مستوى الحدث بل وانتظار اعتذار دبلوماسى إسرائيلى، وهو أمر لم ولن يحدث.. بل لقد ذهب الجهال والمضللون لترويج ما ليس له أساس من الصحة حول أن إلغاء الاتفاقية يعنى إعلان الحرب وأن طرد السفير هو إجراء شديد الخطورة وأن زيادة أعداد القوات المسلحة فى سيناء مع رفع مستوى التسليح هو أمر شديد الاستفزاز مع تغييب الحقائق التالية:
> قتلت إسرائيل 23-29 مصريا خلال العشر السنوات الماضية خلال اختراقها الحدود المصرية مما يعتبر خرقا واضحا للمعاهدة المبرمة ويعطى مصر الحق القانونى فى اتخاذ الإجراء الذى تراه مناسبا.
> لا تستطيع إسرائيل أن ترد على أى تحرك عسكرى مصرى داخل سيناء لأنها تحت السيادة المصرية قانونا وفعلا.
> الغاز الطبيعى ليس من ضمن معاهدة السلام لأنه لم يكن مكتشفا بالأساس وإنما نصت المعاهدة على البترول فقط، وتستطيع مصر منع تصديره فورا خاصة أن لدينا حكمين قضائيين بهذا الشأن.
أما عن قدرة إسرائيل على التصعيد، فهى شبه معدومة نظرا لسوء العلاقة مع إيران وتركيا, فضلا عن التوتر الطبيعى فى غزة والتوجس من الجولان والقلق من الجنوب اللبنانى, أضف إلى ذلك حجم التعبئة والشحن الشعبى تجاه الدولة العدو.
إذاً تأتى الأسئلة:
لماذا لا يتم التحرك لرد الكرامة والاعتبار لمصر الثورة؟
من المسؤول عن هذا التباطؤ فى اتخاذ القرار؟
هل يعى الحاكم السياسى للبلاد أنه بصدد فرصة ذهبية لاستعادة هيبة وسيطرة الدولة فى سيناء؟
هل يعى أن تحركه فى هذا الاتجاه سيستعيد به وضعه القيادى العربى المنوط به بأسرع مما كنا نتخيل، بل وضعا عالميا تحسدنا عليه دول لاهثة على نصفه كتركيا وإيران؟
هل يعى أن صدفة تاريخية ودماء غالية تصنع لمصر الآن ما نرجوه بعد 20 عاما؟
أحبوا مصر يرحمكم الله
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة