نقابة الصحفيين كانت وستستمر قلعة الحريات فى مصر، فهى دوما قلب الوطن النابض، لذلك حاول نظام الطاغية مبارك البائد، أسر هذه النقابة، وذلك من خلال أذنابه الذين تدرعوا فى خوضهم الانتخابات بالهبات، والعطايا التى يحصلون عليها، واعتمادهم على العصا والجزرة فى المؤسسات القومية، وبفضل الله ثم وعى صحفيى مصر، كانت هذه المخططات تفشل خاصة فى مقاعد العضوية، بل ونجح الصحفيون فى الإطاحة بالنقيب الحكومى فى بعض الدورات؛ حيث كانت نتيجة الانتخابات دوما تفرز كوكبة من الزملاء من مختلف الاتجاهات والأيدلوجيات البعيدة كل البعد عن أزلام الحزب الوطنى.
لذا أرى أن كثيرا من الصحفيين الشرفاء، يسعون بكل قوة من أجل تطهير نقابتنا من أزلام النظام السابق، وذلك من خلال طرح وجوه نقابية شريفة من مختلف القوى السياسية، تلقى قبولا وسط الزملاء الصحفيين، لذا حرص كل فصيل سياسى على ترشيح أفضل ما عنده من عناصر لخوض هذه الانتخابات، التى تأتى فى مرحلة تاريخية حرجة، كما أعلم أن هناك كثيرا من الزملاء المستقلين يعدون أنفسهم لهذه المعركة، وأرى أن هذه علامات صحية، ومنافسة شريفة نحتاجها الآن من أجل أن يصل لشرف تمثيل زملائنا الصحفيين، أفضل المرشحين.
ومن المسلمات التى لا بدَّ أن نحرص عليها جميعا، أن يخلع كل منا رداءه الفكرى والأيدلوجى على باب النقابة، فلا صوت يعلو فوق صوت مصلحة الصحفيين، ومن يحاول أن يخوض الانتخابات القادمة لإثبات قوة فصيل أو قوى سياسية فهو خاطئ وعليه أن يتطهر من هذه الخطيئة.
لكن ما نرفضه محاولات التشويه المتعمد من بعض الزملاء "المؤدلجين"، لمرشحى الإخوان لانتخابات نقابة الصحفيين والذين أتشرف أن أكون واحدا منهم، فقد ذكر أحد الزملاء فى مقال له على "اليوم السابع"، أن مكتب الإرشاد أشرف واختار وبارك مرشحى الجماعة، فى حين أن الواقع يخالف ما ذكره شكلا ومضمونا، فصاحب قرار ترشيح مرشحى الإخوان الصحفيين هم صحفيو الإخوان، وأن المشاورات اقتصرت على مشايخ المهنة وشبابها، بل إن الاختيار للمرشحين جاء بالانتخاب الحر من الجمعية العمومية لصحفيى الإخوان، وذلك فى إطار الوصول لأفضل المرشحين.
وليس ذلك بجديد على كل القوى السياسية، فالزميل صاحب المقال يجلس بنفسه فى تجمع نقابى يسارى من أجل اختيار النقيب والمرشحين، فلما يحلله لنفسه ويحرمه على غيره؟ وأن تشبيه ما حدث من إجراءات تنظيميي لصحفيى الإخوان فى اختيار مرشحيهم، بتدخلات لجنة سياسات جمال مبارك الإجرامية فى انتخابات الصحفيين، لا أقرأ منه إلا تشويها متعمدا، وبداية غير لائقة للمنافسة فى الانتخابات القادمة.
وكان الأجدى بالزميل أن يترك الحكم على أى مرشح للجمعية العمومية التى نتشرف بالانتماء لها، دون أى خطوة استباقية لتشويه مرشحين بسبب خلافات أيديلوجية أو فكرية، بل علينا جميعا أن نتحلى بالمنافسة التى تليق بنقابتنا، ونتفق جميعا على اختيار أفضل العناصر، وذلك بصرف النظر عن انتماءاتهم الفكرية، وعلينا أن نرفع جميعا شعار "نقابة قوية.. وتحيا وحدة الصحفيين".
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة