أيام معدودة ويتخلص إبليس من قيوده، ويعود لهوايته فى غواية القلوب والعقول، لا أعرف إن كنت قد فلحت فى أن تستغل رمضان هذا وتبنى لنفسك درعا تواجه به إبليس وسهامه عقب نهاية الشهر الفضيل؟!، ولكن كل ما أعرفه أن الأيام الكريمة التى نعيشها فرصة لأن يكتشف كل منا أن شرور نفسه ربما تكون أقوى كثيراً من شرور إبليس.. أرجوك اعترف بذلك!!.
أحياناً أشعر أن «إبليس» تحول من وسواس خناس قادر على بث الشر فى نفوس الناس إلى مجرد شماعة يعلق عليها الخطاؤون من البشر السيئين أعمالهم، فى محاولة مفضوحة لتبرئة أنفسهم التى تحولت إلى مصدر حقيقى لشر يفوق شر إبليس وأبنائه، لو تكلم إبليس نفسه سيقر بذلك.. سيقول أنه يقف مذهولا أمام قدرة البشر على تطوير الشر وبثه ونشره، وسيعترف دون أن يخجل أنه أعجز من أن يزرع وسوسة فى النفس البشرية من ذلك النوع الذى يدفع الابن لاغتصاب أمه أو قتلها، أو الأب لاغتصاب بناته أو قتلهن.. سيعترف إبليس قبل أول «قلم» وسيبصم على اعترافاته هذه بأصابعه العشرة -إن كانت عشرة مثل البنى آدمين- وبحوافره إن أمكن.
من المؤكد أن إبليس يريد أن يقول شيئاً لهؤلاء الذين يستعيذون بالله منه ويجعلون منه مبررا لجرائمهم: (أعزائى أبناء آدم.. لا تتعجبوا إن قلت لكم أننى عليكم مشفق، ولا تندهشوا إن قلت لكم أنى ماعدت أجد فيكم خصماً يمنحنى معركة مثيرة ومسلية فأنتم تتساقطون فى أفخاخى تساقط الذباب، بسبب رشة واحدة لبيرسول أصلى وفعال وليس من الذى تغشونه وبه تفسدون صحة الناس وتضرونها، فى الماضى كان بينكم من كنت أراه فى الشارع فأجرى خوفاً لأختفى، أتحدث عن «عمر بن الخطاب» إن كنتم إياه مازلتم تذكرون، ولكن كل ما فى الأمر أننى لم أعد أتحمل ما تضعونه فى رقبتى من ذنوب وخطايا لست عنها أنا المسؤول، لا أنكر طبعاً أنى بها من السعداء والمبسوطين ولكنى كما سبقت وقلت لكم لا أحب أن أنسب لنفسى من إنجازات إلا ما كنت قد سهرت وتعبت عليها، فلا أنا مثل أحزابكم، ولا وزرائكم الذين ينسبون إلى أنفسهم ما لا يفعلون.
أعزائى أبناء آدم.. لم أعد معجباً بفكرة كونى الشماعة التى تعلقون عليها ذنوبكم وخطايكم، لم أعد معجبا بفكرة كونى الأصل الذى تردون إليه الشرور النابعة من نفوسكم الأمارة بالسوء، ولابد أن تعرفوا أننى ليس لى من الإضلال شىء إنما موسوس ومزين ولو كان الإضلال بيدى ما تركت أحداً على وجه الأرض ممن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله لا صائماً ولا مصلياً ولا محترماً ولا على خلق، ولذلك، كفوا عن وضع خطاياكم فوق رأسى واسألوا أنفسكم أولاً.
أعزائى أبناء آدم.. لقد تعبت من متابعة صفحات الحوادث فى صحفكم اليومية والأسبوعية فلا أنا ولا وساوسى كنا نتخيل أن ننجح فى نصب أفخاخ للخطايا من نوعية اغتصاب الأب لبناته أو الجد لحفيده أو الأخ لأخته.. أعزائى أبناء آدم.. هذه كانت رسالتى لكم أجمعين اقرأوها أو قطعوها فلا هدف منها سوى الاعتراف بأن نفوسكم الأمارة بالسوء، على حيلى ومكرى وخدعى، قد فازت وبشكل ساحق ومذل، كما يقولون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة