يسرى الفخرانى

حالة صحيان

الإثنين، 22 أغسطس 2011 04:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اقترحت على صفحتى على الفيس بوك أن تعلن مصر الحداد على شهداء مصر بأرواحهم الطاهرة فى مهمتهم القاسية الصعبة على حدودنا الشرقية مع العدو الإسرائيلى وآخرين، أكرر الدعوة وأتمنى أن ينضم لها مجموعات كثيرة، فهؤلاء يستحقون أن نتوقف فى هذه المرحلة الدقيقة التى نمر بها فى الوطن ونعلن لأنفسنا حدادا على شهداء لقوا وجه خالقهم وهم يؤدون مهمة يعرفون أن ثمنها الموت فى أى لحظة، لعل بهذا الحداد نستيقظ، ندخل فى حالة صحيان طالما لم توقظنا كل الأحداث السابقة والحوادث التى كنت أظن أنها تهز وطن فتوقظه وأهله على حب حقيقى يجمعنا ويجعلنا نقترب من بعضنا فى مشهد يفوق كل مشهد لنعلن للعالم أننا شعب حقيقى، ننسى فى المحن كل خصوماتنا ومصالحنا، ونلتفت فقط إلى إنقاذ بلدنا من مصير مجهول!

إعلان الحداد كان أقرب تصور وأقرب حل تخيلت أن تلجأ إليه الدولة بكل ومختلف مسؤوليها، فهو بمثابة رد فعل قوى للعالم على حزننا المستحق على شهدائنا، وهو اعتذار لكل شهيد أننا فى الوقت الحالى قد لا نملك أن نفعل أكثر من ذلك. . لكن وعدا أن نفعل، وهو رسالة أننا قد مضى بنا وقتا من اللهو انقضى.. وحان وقت الخلاص من هفواتنا وصراعاتنا الداخلية لنقف صفا واحدا ضد صراع خارجى معلوم أو مجهول وكلاهما مر!

حداد، كان الحد الأدنى المقبول على شهداء يحملون الدم المصرى والحلم المصرى.. حداد شعبى نعلن فيه للعالم أننا فى حزن عام. . والحزن يخفى فى أحواله التى تأتى بعد موت خائن، غضب.. ونار تحت رماد!

لا أميل إلى الحلول الانفعالية التى نعلنها دون تفكير، تلك التى يدعو لها من يجلسون على مقهى أو أمام شاشة تليفزيون أو فى ميدان.. إلى القتال، ليس بهذه السهولة تتخذ قرارات المعارك والحروب. . ولا هكذا نخطط لرد ثآر أو اعتبار.

كما أعيب على كثير من المتفلسفين أو ربما أصحاب المصالح أو ربما الجهلة أو ربما المندسين الذين يضعون تصورات وتحليلات وينشرونها على الفيس بوك أو مقالات فى صحف، وفيها خيال مريض أو خيالات مريضة تضر مصلحة البلد.. كما: ليس هذا هو التنكيت والسخرية والدخول فى قافية مع الجيش المصرى!

ربما هنا وقت مناسب أيضا لألفت النظر إلى أهمية أن نفرق بين: الجيش المصرى الذى هو أملنا وأماننا الوحيد والأخير.. وبين المجلس العسكرى الذى يدير الحكم، الأول دائم ويجب أن نلقى له وعنده كل الثقة المطلقة فيه.. دون تردد أو علامة استفهام أو تعجب.. والإساءة له خيانة عظمى، أما الثانى فهو مجلس مؤقت أعلن منذ أيامه الأولى حاجته للحوار وللنقد ولتبادل الخبرات، وهذا منشور، لكن الناس تنسى، مشكلتنا أننى: ننسى.. وأننا نتناسى وقت الحاجة، وغالبا أيضا: نعيد تفسير الأشياء حسبما نريد ونلوى ونلون ونطوى كثيرا من الحقائق حسب رغباتنا الشخصية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة