عمرو جاد

بعضهم ذئاب

الأحد، 14 أغسطس 2011 03:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإخوان المسلمون جادون فى الاستحواذ على الساحة السياسية والمؤسسات التشريعية فى مصر خلال الفترة القادمة وهم يعملون بهمة وإصرار شديدين لبلوغ هذا الهدف بالتوازى مع انتشارهم المكثف فى الشارع لصنع قاعدة شعبية تمنحهم الشرعية التى يحتاجونها عند أول صدام قادم مع السلطة، وهم فى سبيل تحقيق كل هذه الغايات يستخدمون من الوسائل ما يبررها، حتى ولو اضطر قادتهم ليكونوا حواة وسحرة ولاعبى سيرك وراقصى باليه، وكانت آخر الرقصات ذلك التحالف الأخير مع عدد من الأحزاب السياسية والتى بدا بعضها وكأنه يتحامى فى قوة الإخوان، وبدا البعض الآخر يبحث عن حفظ ما تبقى من ماء الوجه بعدما ضاع غالبيته فى خدمة النظام السابق، وأنا أعنى هنا حزب الوفد العريق، الذى أصبح تابعا للأقوياء بدلا من أن يكون منهم.

هذا التحالف لا يخدم سوى الإخوان، وهم يعلمون ذلك جيداً، ويحقق لهم مكسبا ما كانوا يحلمون بتحقيقه لو اعتمدوا على قوتهم فقط، فأصبح عندهم الآن خلفية سياسية شرعية تمكنهم من طرح أفكارهم وآرائهم من خلف ستار التحالف، ولن يستطيع أى تيار ليبرالى أن ينتقده، فالليبراليون ممثلون فى التحالف بحزب الوفد، وبالتالى فهم متقبلون لتلك الآراء ومباركون إياها، حتى التيار اليسارى كان ممثلا به قبل انسحاب التجمع، وبقاء بعض الأفراد اليساريين والاشتراكيين ممثلين عن أنفسهم، ويتبقى للأحزاب الهشة شرف أن تستخدمهم الجماعة وقودا للمعركة الإعلامية التى قد يلجأون إليها يوماً ما.

الإخوان يكررون دوما أنهم لن ينافسوا إلا على45 % من مقاعد البرلمان القادم، فإذا فازوا بهذه النسبة وهم تحت مظلة التحالف، فكم سيتركون للتيار السلفى ممثلا فى حزب النور ليشتروا صمته وتأييده، وكم سيتركون لحزب الوفد العريق، وهو يتشدق بأنه الأكثر تواجدا بين المعارضة، هل سيرضى الدكتور السيد البدوى بأن يتركوا له الفتات» 7 % من المقاعد على أقصى تقدير»، وأياً كانت القسمة التى سيجريها الإخوان إن نجح هذا السيناريو، فإنهم سيكونون الأغلبية، ويستطيعون أن يسحقوا أى تيار ليبرالى يتجرأ على معارضتهم.

المحسوبون على تيار الإسلام السياسى ليسوا أغبياء، وليسوا ملائكة أيضاً، فهم يستخدمون الطريقة الميكافيللية بما يعتقدون أنه النسخة الإسلامية لها على غرار «الضرورات تبيح المحظورات» و«دفع الضرر أولى من جلب المنفعة»، حتى وإن اضطروا أن يكذبوا على الناس ويرهبوهم باسم الدين، أو أن يمتصوا دماء التيارات السياسية الضعيفة ليزدادوا قوة، ثم ينقلبوا عليها بعد ذلك ويتهموها بالانحلال والكفر والدعوة للفسق، وهو جزاء عادل لهم طالما ارتضوا أن يكونوا خرافا مسالمة فى ساحة يديرها بعض الذئاب.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة