حنان شومان

دراما رمضان ثارت قبل الشعب

الجمعة، 12 أغسطس 2011 08:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شىء غريب فى هذا البلد فلا هو الأجمل بين البلاد ولا هو الأكثر رحابة أو ثراء، ولا هو الأكثر حناناً على أهله، ولا هو يملك مفاتيح العلم والقانون، وتلوثه خانق.. ورغم كل ذلك وأكثر فإنه يملك دائماً أن يدهشك فى لحظة لا مجال فيها للدهشة أو الإعجاب.

فقد توقعت كما توقع أغلب من يرصد المشهد الفنى أن دراما رمضان هذا العام ستكون كسيحة إنتاجيا وفنيا، أولاً لظروف مصر السياسية والاقتصادية والأمنية السابقة، على شهر رمضان الذى تعودنا أن ننتج له كل ما تقدمه الدراما المصرية على مدى العام، ثم نكمل بقية العام نجترها، ثانياً لأنى توقعت أن ما سيتم إنتاجه، إما سيدخل فى حالة ثورية مفتعلة أو لن يكون له طعم ومعنى.

توقعت أن الناس ستعزف عن مشاهدة الدراما إلا قليلاً وأن المزاج العام غير متهيئ إلا لأحداث سياسية تتسيد المشهد اليومى.. توقعت كثيراً، وللحق فكثيراً مما توقعت لم يتحقق، فلا الجمهور تقبل عشرات من البرامج الرمضانية السخيفة التى لعبت على حبال الثورة وأحداثها ولا هو عزف عن مشاهدة دراما رمضان.

ولكن المفاجأة الحقيقية والمدهشة أن أجمل الأعمال والمسلسلات هى من صنع مواهب جديدة تماما على الساحة التليفزيونية فهم شباب جدد يقدمون أعمالا البطولة فيها للنص والصورة والموضوع، وهى مواصفات أى عمل فنى قيم، بعيدا عن سطوة إرادة نجم، أغلب الأحوال بلا عقل. مسلسلات مثل المواطن إكس، ودوران شبرا، وشارع عبدالعزيز، وخاتم سليمان، وأبواب الخوف، كلها صناعة مؤلفين جدد ومخرجين أيضا أغلبهم شباب وليسوا من نجوم الإخراج المعتادين ولكنهم استطاعوا أن يأسسوا لشكل جديد فى الدراما التليفزيونية والتى بدأها منفردا المخرج محمد ياسين العام الماضى من خلال مسلسل الجماعة، وتحولت على أيدى صناع بعض مسلسلات هذا العام إلى اتجاه يخلق أملاً فى الدراما المصرية.

كنا بعد انتهاء كل رمضان منذ سنين نصرخ بأننا سنفقد ريادتنا وسيادتنا فى الدراما بسبب سطوة الفردية واختفاء دور المؤلف والمخرج، ولكنى أؤكد أننا لن نفقده بعد أن شاهدت عديدا من أعمال رمضان لهذا العام لأن هناك من قرر ألا يصح إلا الصحيح وأنه حين يتسيد التأليف والإخراج تظهر أعمال قيمة، بل أؤكد أن عدد الوجوه الجديدة وحتى القديمة المتجددة فى التمثيل زادت.

وأرجو ألا يحمل أحد هذا التغيير للثورة لأن هذه الأعمال التى أشرت لها وغيرها لم تنتج بهذه الصورة بسبب غياب النجوم المعتادين لرمضان أو كسد خانة، ولكن تم إنتاجها وتصوير بعضها قبل الثورة.

وعود على بدء، فمصر التى تصورت أنا وغيرى أنها تودع الريادة والسيادة فى الدراما، «وإن مافيش فايدة» وجدت بعض أهلها وهم فنانون قاموا بثورة قبل الثورة من أجل إنقاذ وجه مصر فى ساحة الدراما، فلا تستهينوا بهم لأن بلدا بلا قلب جميل شاب متعاف، لا يمكن أن يعيش، والفن هو قلب الأمم رضينا أم أبينا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة