«الغجرية ست جيرانها» مثل شعبى مصرى، ربما تكون قد سمعته من قبل، وربما لا، فإذا لم تكن تعرفه، فها هو قد يساعدك فى توصيف مواقف كثيرة هذه الأيام، والمثل يعنى ببساطة، أن المرأة الغجرية، لديها سلاح وحيد لكنه قوى للسيطرة على جيرانها، وفرض مكانة لها بينهم، هى التى سلبها قدرها كل مكانة اجتماعية و«عزوة» عائلية وثروة مادية، سلاحها هو: صوتها العالى!
وبمنطق المرأة الغجرية ذات الصوت العالى، يمارس كثيرون الآن الاختلاف مع الآخرين واستعراض وجهات النظر، وبالطريقة نفسها، حيث الصوت العالى هو الأداة الوحيدة للفت الانتباه، وجذب الأنظار لطامح فى سلطة أو لنصيب فى الكعكة، تماماً.. تماماً كالمستوطنين الأوائل للأرض الجديدة، التى أصبحت بعد سنين «الولايات المتحدة الأمريكية»، كان القادر على الوصول أولاً إلى أرض تصبح ملكه، ثم أصبحت القدرة على فرض السيطرة هى مستند الملكية الوحيد، ولا مشكلة فى الوسيلة التى تمت بها السيطرة، والتى غالباً ما كانت القتل!. لم تكن هناك بالطبع عقوبة على هذه الجريمة، فهى وقتها لم تصنف كجريمة، كانت «وسيلة» لتملك الأرض، ثم ساد قانون الأمر الواقع، وأصبح القتلة هم نخبة المجتمع، أثرياءه.. وملاكه.
المنطق نفسه يمارسه الطامحون إلى وراثة كراسى شاغرة، أو أماكن على خريطة «كريمة المجتمع»، وللأسف.. فإن الساحة الأكثر ترحيباً بهم، هى برامج يفترض صانعوها أن الصوت العالى، هو الوسيلة الأنسب للحصول على نسب مشاهدة عالية، واحترف هؤلاء -الطامحون- الظهور التليفزيونى، لدرجة تقترب من الاحتراف، ولأن هؤلاء يتقنون الكلام، وتفجير الـ«فرقعات» التليفزيونية، فهم تماماً ما يريده صانعو برامج لم تأخذ من الحوار التليفزيونى سوى اسمه، دون أى إحساس بالمسؤولية تجاه المشاهد.. والوطن.
< ماتت="" هند="" رستم،="" ماتت="" الجميلة="" الواثقة="" فى="" جمالها،="" ماتت="" فنانة="" من="" زمن="" الفن="" الحقيقى="" بلا="" تجميل="" ولا="" سيليكون،="" وقبلها="" انتهى="" زمن="" النجوم="" الحقيقيين،="" ليرثنا="" زمن="" الفن="" بالكيلو="" لأجل="" حساب="" بالدولار.="">
هل صدفة أنها اعتزلت التمثيل قبل حوالى الثلاثين عاماً؟!، أم كانت علامة لاعتزالات أخرى لأشياء كثيرة فى حياتنا ؟
رحم الله هند رستم الفنانة والإنسانة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة