أظن أن الأيام تثبت أن قرار حل الحزب الوطنى كان خاطئاً، وأن قرار القضاء بحله كان فى الحقيقة يستند إلى حيثيات سياسية وليست قانونية، وأنه كان من الأفضل الإبقاء عليه. أولاً حتى يكون ظاهراً للعيان، ثانياً حتى يتحمل أعضاؤه خطايا ممارسات النظام السابق. ولكن للأسف حُمى الانتقام السياسى سيطرت علينا واستسلمنا لفكرة أن أى مؤسسة أخطأت قياداتها، فعلينا محوها من الوجود، وليس معاقبة الفاسدين فيها. ها هى النتيجة، فطبقاً لما نشرته الزميلة إحسان السيد على موقع "اليوم السابع"، فهناك ما يقرب من 14 ألف عضو بالحزب المنحل أسسوا حزبًا جديدًا يحمل اسم"المواطن المصرى"، وتقدموا بأوراق تأسيسه للجنة شئون الأحزاب مؤخرا بـ 7 آلاف توكيل. ودعنى أقول أن هذا طبيعى، بل وأن يحدث هذا معناه أننا بلد طبيعية، فيها كل الأفكار وكل التيارات. ثم أن الحزب الوطنى لم يكن فقط مجموعة من الفاسدين، ولكنه فى رأيى كان تعبيراً عن قوى اجتماعية موجودة على الأرض. جزء منها ارتبطت مصالحه بالسلطة الحاكمة، وجزء منه اعتاد على الالتحاق بحزب السلطة أياً كان منذ تأسيس الاتحاد القومى ومن بعده الاشتراكى وصولاً إلى الحزب الوطنى، وذلك دفاعاً عن مصالحهم، ومنهم مثلاً كبار العائلات فى الريف والصعيد، وهؤلاء ليسوا بالضرورة فاسدين. وفى تقديرى أن هذه هى الكتلة الأهم، وللأسف لم تحاول الأحزاب القديمة والجديدة استيعابهم. والآن أعضاء هذه الكتلة يبحثون عن شكل سياسى جديد يلتحقون به، حتى يدافعوا عن مصالحهم وتصوراتهم، وهذا طبيعى، بل ودعنى أقول إنه مطلوب، فهم قوة على الأرض. ثم أن هذه هى الحرية.
موضوعات متعلقة:
14 ألف عضو بـ"الوطنى" المنحل يؤسسون "المواطن المصرى"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة