كريم عبد السلام

دمشق.. دمشق

الأربعاء، 10 أغسطس 2011 04:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من يوقف السفاح بشار الأسد؟ من يمنع شلالات الدم البرىء من التدفق على أيدى الطغاة الصغار؟ ألا يوجد رادع لهؤلاء القتلة؟ الدبابات تغزو شوارع درعا ودير الزور وحماة ودمشق، بدلاً من أن تتوجه إلى الأراضى المحتلة فى الجولان والإسكندرونة، والجنود النظاميون يطلقون رصاص بنادقهم عشوائيّا على المدنيين، وكأنهم ظلوا طوال عقود يتدربون على قتل أهاليهم بدلاً من مواجهة جنود جيش الدفاع.

أريد أن أعرف بماذا يأمر القادة جنودهم حتى يطلقوا النار على المدنيين العزل؟ هل يقولون لهم إن المرأة التى تحمل رضيعها وتثور ضد الظلم عميلة أمريكية؟ إن الشاب الأعزل الذى تذوق لأول مرة طعم الحرية فصرخ باسمها المقدس على الملأ متآمر يسعى لقلب نظام الحكم؟

إن الشيخ الطاعن فى السن الذى يطالب بالديمقراطية تعرض لغسيل دماغ من الموساد؟ كيف يقولون للجنود أطلقوا النار؟ بأى لغة ووفق أى منطق وتحت أى مسمى؟

وكيف يطارد جندى مدجج بالسلاح صبيّا لم يتجاوز السادسة عشرة من شارع إلى شارع لمجرد أنه هتف بإسقاط الطاغية، ثم يرديه قتيلاً كأنه يطارد قاتل أبيه؟ كيف يقتلع الزبانية لسان مطرب غنى للشعب الثائر بعد أن يمثلوا بجثته؟

من أين تأتى هذه القسوة التترية المريضة؟ الأمر مع نظام بشار لا يتعلق باستخدام القوة لتفريق مظاهرات مناهضة، ولكنه يتعلق بالوحشية المقصودة بهدف الترويع، وهو ما يتطابق مع ممارسات إسرائيل فى حرب 1948 ضد الفلسطينيين عندما عمدت إلى ارتكاب المذابح ونشر صورة مرعبة عن جنودها لدفع الفلسطينيين لمغادرة قراهم أو الرضا بالاحتلال دون مقاومة.

لقد تواطأت المصالح السياسية الإقليمية والدولية على إبقاء عصابة الأسد المسلحة منفردة بالشعب الأعزل الباحث عن الحرية، وتلاقت المصالح الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية حتى يظل نظام السفاح حارسًا لحدود إسرائيل، وضامنًا لأمنها، وكيف لا وقد ظل هو وأبوه فى الحكم أكثر من أربعين عامًا لم يطلقوا رصاصة واحدة باتجاه الجولان المحتل.

إذا كانت القوى الإقليمية قد تواطأت للإبقاء على نظام بشار يرتكب المذبحة تلو الأخرى بحق أفراد شعبه وكأنهم عبيد أرضه، فماذا عن الجامعة العربية؟ نبيل العربى، الأمين العام للجامعة العربية، وصف الوضع فى سوريا بالمعقد، وكل ما استطاع قوله إن الجامعة العربية تتعامل مع الأزمة السورية حسب الإجراءات، وتتخذها خطوة خطوة، وأصدر بيانًا هزيلاً يعبر عن قلق الجامعة ويدعو الحكام للتجاوب مع مطالب الشعوب!

وهكذا ما بين تواطؤ العالم واكتفاء الجامعة العربية بإعلان قلقها، وحرص تل أبيب على بقاء حارس أمنها فى دمشق، يواجه الشعب السورى الآلة الحربية الغاشمة بيقين المنتصر الذى يعلم أن جهاده فى سبيل النصر شاق ومفروش بالأشواك ومرهون بالتضحيات.

دمشق.. دمشق أنا آسف، وكلى خجل من عجزى وضعفى عن مساندة أهلك الأطهار فى معركة المصير.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة