محمد الدسوقى رشدى

إبليس يهرب إلى "الريموت"!

الأربعاء، 10 أغسطس 2011 08:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عيب السادة صناع المسلسلات والبرامج أنهم فاكرين إن الشعب المصرى داقق عصافير، وعيبهم الأكبر أنهم وافقوا على لعب دور الشياطين فى رمضان، بعد أن قامت السماء بتقييد وتصفيد إبليس وأتباعه. حينما تتابع المسسلسلات التى تتسابق فيها كل ممثلة على خلع ما هو أكثر من الهدوم، ويتسابق كل مؤلف على زرع كل ما هو قبيح بين نصوصها، حينما ترى هذه الرغبة فى صناعة عشرات من البرامج التى لا تتوقف جريمتها عند حد التفاهة والإسفاف، بل تتحول إلى مسابقة بين الضيوف والمذيعات على إظهار أحسن ركبة وأجدع كتف، وأحقر لفظ.. حينما تتابع فرح صناع الفن بكل هذا السفه، تشعر كأن هناك اتفاقا مسبقا بين هؤلاء وبين إبليس، إذا هو رحل مع طلة هلال رمضان، دخلوا هم ليحلوا محله، وإن كان إبليس ينصرف مع أوقات الأذان والصلاة، فهم لا ينصرفون، ستجدهم أمامك على كل شاشة، وفى كل وقت، وإذا كان شارع الهرم ينتعش ويزدهر فى موسمه الصيفى، فإن الفضائيات تنتعش أكثر وتزدهر أكثر فى موسمها الرمضانى.. ذنوب ديليفرى ينقلها إليك الريموت كنترول طالما هو بيدك.

زمان ونحن صغار كنا نعرف أن الأيام العشرة التى تسبق الشهر الكريم هى أيام الإعلان عن السمنة، والزبادى، ومحلات الحلويات، وبرامج طبق اليوم. الوضع تغير كثيرا الآن، فإعلانات المسلسلات أكثر من إعلانات السمنة والزيت، وإعلانات البرامج ضعف إعلانات الزبادى، وإعلانات الاثنين معا ضعف أى كلام عن رمضان شهر العبادة والذى منه، أنا لا أعترض على المسلسلات أو البرامج أو غيره، فنحن جيل تربينا على الفوازير، وألف ليلة وليلة، ومسلسل ما قبل صلاة العشاء الذى تتم إعادته عصر كل يوم لكى نتسلى به قبل الإفطار.

الاعتراض هنا على هذا الكم المبالغ فيه من هذا السفه وتلك التفاهة، الاعتراض هنا يكمن فى التفاصيل، بداية من المضامين الفارغة لأغلب المسلسلات، وانتهاء بالأسئلة والضيوف المكررين فى كل البرامج، تنتقل من محطة إلى الأخرى تجد نفس الضيف يسأله المحاور نفس السؤال، مع اختلاف بسيط فى شكل الديكور ونوع المزيكا وبالطبع اسم البرنامج.. دعك من ضحالة بعض مقدمى البرامج، ودعك من الأفكار المكررة، أو تلك المسروقة بالنص من برامج أجنبية، ودعك من الممثلين الفشلة الذين تحولوا إلى مقدمى برامج فى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. دعك من كل هذا، وركز مع حالات الاستظراف التى سيبدو عليها المذيعون والضيوف، اللهم إلا من رحم ربى.

لن أقول لك أغلق التليفزيون، فذلك أمر يصعب تنفيذه أمام هذا الكم من الإغراءات، ولن أقول لك تفرغ للعبادة والصلاة، لأن تلك علاقة بينك وبين ربك، هو وحده يراقبك، وأنت وحدك تحصل على الذنوب أو الحسنات، فقط أتمنى عليك أن تنتقى ما تشاهده، وألا تشارك فى أى اتصال هاتفى يخبر الفنان الفلانى بأنه عظيم أو فظيع أو جامد، وألا تسأل صديقك أو صديقتك قائلا: شفت المسلسل الفلانى، أو البرنامج العلانى، خاصة إذا كان لا يستحق، أرجوك لا تسمح لهؤلاء التجار بأن يبيعوا لنا تجارتهم الفاسدة، لا تدعهم يبيعون لنا الهواء فى «أزايز» لعلهم يكتشفون أن التركيز فى عمل واحد أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو حتى 10 يمنحهم فرصة للإتقان والتجويد، ويمنحنا نحن فرصة للمشاهدة والنقد.. والعبادة.. وكل رمضان وأنتم بخير.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة