تعرفون حكاية المطار السرى التى انتشرت بعد هزيمة 1967، الدولة قررت أن تبنى مطاراً حتى لا تقصفه طائرات العدو الإسرائيلى، لكن الناس فى الشوارع كلها كانت تعرف المنطقة التى يقع فيها المطار، لدرجة تحولها إلى محطة أتوبيس باسم «محطة المطار السرى» والحكاية كلها طبعاً ساخرة من السياسات العشوائية المتخبطة التى أدت إلى هزيمة 1967.
الحكاية مرتبطة أيضاً بما نعيشه هذه الأيام، ونظرة واحدة على مؤتمر «الوفاق القومى» تكشف قدر التخبط والعشوائية المسيطرين عليه، وكأننا أمام مجموعة من المتشاحنين لا يسمعون بعضهم البعض ولا يفكرون فيما يحدث حولهم، يعنى من الآخر «كل واحد فى دماغه صوت يزعقه»، مؤتمر يعلن توصياته ثم يستمر فى الانعقاد سراً بعيداً عن الإعلام وكل يوم يفاجئنا بتوصيات وتصريحات جديدة بعضها معقول وبعضها الآخر ينتمى إلى عالم اللامعقول، بعضها يتوافق مع الإطار السياسى الحاكم وبعضها يتناسى أن هناك إعلاناً دستورياً ويحاول اختراع العجلة من جديد!.
فى توصيات سابقة طالب أعضاء التوافق بتحديد مدة الرئاسة بـ5 سنوات بينما الإعلان الدستورى يحدد مدة الرئاسة بـ4 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط، كما طالب المؤتمر بإلغاء المجالس المحلية ونسبة الـ50 % عمالاً وفلاحين فى تشكيل مجلس الشعب، وكأن الإعلان الدستورى دخان فى الهواء.
الدكتور يحيى الجمل رئيس المؤتمر المرفوضة استقالته، خرج علينا فى أحد الأيام ليعلن ضرورة وضع الدستور أولاً، وعندما هاجمة الإخوان أعلن أن وسائل الإعلام تسمم الأجواء وتوتر العلاقات وتهدد الأمن القومى ثم هرول إلى زيارة حزب الحرية والعدالة ليخرج فى مؤتمر صحفى، معلناً ضرورة احترام وإعلان الإرادة الشعبية وأن التعديلات الدستورية ذابت فى الإعلان الدستورى وهذا الإعلان هو الذى يحكم مصر الآن ويمثل الإرادة الشعبية الحقيقية، ومن يخالفه يعتبر خارجاً على القانون، ثم ودع «الكتاتنى» و«مرسى» بالقبلات والأحضان!
ليس هذا فقط، فقد خرج علينا مؤخراً بمطلب غريب عجيب ألا وهو المطالبة بوقف الحوار بين «الإخوان» وبين الإدارة الأمريكية، كيف يعنى بالله عليك يخرج مثل هذا المطلب الآن؟ وما سبل تنفيذه، وهل الحوار بين الإدارة الأمريكية وبين جماعة الإخوان ومختلف التيارات السياسية، وليد اليوم؟ وهل أمكن وقفه سابقاً فى أزهى عصور «المحظورة» و«سيد قراره» و«أمن الدولة» حتى تأتى اليوم وتطالب بإيقافه؟!
يا دكتور يحيى خذ الكلام بقوة واستغفر لنفسك وأنت أحد الشاهدين العارفين المستمعين المتكلمين فى حوارات واتصالات سابقة بين الإدارات الأوروبية والأمريكية وبين مختلف القوى السياسية فى مصر، ماذا تريد أنت ومؤتمرك الذى بات فى حالة انعقاد مستمر رغماً عنا، وكأنه نسبة الرطوبة الخانقة فى هذا الصيف الحار؟ إما أن تخرجوا علينا بما ينفع الناس أو تفض هذا المولد.. الناس مش ناقصة «توك شو»!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة