أحمد أيوب

حكومة منكسرة

الإثنين، 04 يوليو 2011 10:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الدولة المصرية يا قلب لا تحزن، بل جودى بالدمع يا عين على الوزراء والحكومة والبلد وما آل إليه حالها الذى يصعب على العدو قبل الحبيب، حال يبكى دما، حال يغم، فلم نعد أمام دولة لها قوة وقدرة وسطوة قانون، وإنما أمام دولة وهنة ضعيفة منكسرة، دولة لا تملك من أمر نفسها شىء، ضاعت هيبتها أمام إرادة الأفراد، دولة حكومتها بلا شخصية ووزراءها بلا كاريزما ولا رؤية، وزراء جاءوا بلا مؤهلات شخصية ولا قدرات إدارية ولا خبرات سياسية، حتى من كانوا منهم وزراء سابقين غطى الصدأ خبراتهم ونسوا قواعد العمل الوزارى، وزراء لا يعرفون قيمة الدولة ولا مكانتها، يجيدون فقط الطبطبة وتقبيل الرؤوس ، وزراء يتحدثون عن رفع اسم مصر وكل تصرفاتهم تحط من شأن البلد ،يعملون بشرعية لم يشاركوا فى صنعها ، يتدثرون بغطاء التحرير الذى لا يفهمون معناه ولا ماذا يفرضه عليهم من واجبات ، ولولا ثورة التحرير التى أذهلت العالم والجيش الذى ضرب المثل فى التلاحم مع الشعب لهانت مصر على العالم أكثر وأكثر على يد حكومة الدكتور شرف التى أفقدت الدولة هيبتها ، حتى مسجد النور لم تحسم الحكومة أمره ، لم تستطع استعادته من يد الشيخ حافظ سلامة واضطرت وزارة الأوقاف بجلالة قدرها إلى الاستسلام وتنظيم احتفال الإسراء والمعراج فى مسجد الحسين خشية الصدام مع رجال سلامة المعتصمين داخل مسجد النور بعد طرد ممثلى الأوقاف منه ، الشيخ حافظ سلامة ومعه نفر من الرجال كسروا هيبة الدولة ،أدخلوا الرعب فى قلب الحكومة والأوقاف ، أشهروا سيوفهم فلم يجرؤ أحد من الحكومة على الاقتراب منهم لا بسطوة القانون ولا قوة الدولة ، لأنه لم تعد هناك حكومة تمثل الدولة ، فالدكتور عبد الله الحسينى وزير الأوقاف وضع يديه فى الشق وبصم بالعشرة أنه لا يستطيع منازلة الشيخ المسن حافظ سلامة ، لأن سلامة يمتلك الإرادة ولو كان على خطأ ، أما الحسينى فمثل غيرة من بقية الوزراء لا إرادة لديهم ولا قوة حتى ولو كان القانون معهم والشرعية فى صفهم.

ما حدث فى مسجد النور يحدث مثله عشرات المرات كل يوم فى مساجد أخرى بطول البلاد وعرضها ، حررتها تنظيمات وجماعات من يد الحكومة لتسيطر عليها ، وأضرحة تم هدمها جهارا نهارا بواسطة جماعات تنتسب للدين ولا أحد يجرؤ على التصدى لهم، مظاهرات فئوية لا تتوقف وتحولت من مطالبات هادئة إلى اقتحامات وتخريب وتدمير لمقار حكومية معتبرة بلا سند ولا احترام وحكومة الدكتور شرف تلتزم الصمت بلا مبرر ، بلطجية فردوا عضلاتهم على الناس وسيطروا على الشوارع والطرق والحكومة تبدو وكأنها أول من يخشاهم ،ممتلكات عامة تتعرض للنهب ولا أحد يدرى ، ومواطنون يتعرضون للابتزاز والسرقة ليل نهار ولا أحد يؤمنهم ، والأخطر أن مبنى الداخلية الملتزمة بتحقيق الأمن لم يعد أمنا بل مستهدفا ووزير الداخلية مغلوب على أمره.

خطيب مسجد عمر مكرم يعلن التحرير منطقة محرمة على الشرطة ولا أحد يجرؤ على مجرد الحديث معه، ولولا ما يقوم به رجال القوات المسلحة من جهود فى الشارع وتجميع القوى السياسية ومحاولات لتثبيت القانون وفرضه على الجميع لما شعرنا أن هناك دولة ولا حكومة ، بل كنا سنعيش فى دولة البلطجية.

على الدكتور شرف أن يراجع نفسه، عليه أن يتذكر أنه رئيس حكومة مصر التى تستحق رجل قوى لا يساوم على مكانة الدولة ولا يتساهل فى حق القانون، عليه أن يجمع وزراءه ليذكرهم بأنهم رجال دولة وليسوا مشهلاتية ولا وزراء على ما تفرج ، ومن لا يرى فى نفسه قدرات الوزير عليه أن يستقيل ليريحنا ، فالتحرير الذى جاء بشرف ورجال حكومته يطالبهم بالحسم ، وأن يظهروا للبلطجية والمتجاوزين أنياب الحكومة وقوتها عليهم أن يقتربوا من شباب التحرير الذين منحوهم الشرعية ليتناقشوا معهم ويحاورونهم حول الأولويات، يصلوا معهم إلى اتفاق واضح يحسم الخلاف حول استعجال المحاكمات وتطهير البلاد حتى يتفرغوا لمواجهة حالة عدم الانضباط التى تسيطر على الشارع.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة