هانى صلاح الدين

الفلول والاستهتار بثورتنا إلى متى؟

الأحد، 31 يوليو 2011 04:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أعقاب كل الثورات التى شهدها التاريخ نجد أن أنصار الأنظمة الفاسدة إما أن يختبئوا عن العيون محاولين الهروب من العقاب المجتمعى، أو يحاكموا عمّا ارتكبوا من جرائم، أو يعلنوا توبتهم ويحاولوا استسماح المجتمع لدمجهم من جديد بينهم.

لكن ما نراه بعد ثورتنا المباركة العجب العجاب، فأنصار الحزب الوطنى والطاغية مبارك لم يكن لديهم أى نوع من الحياء، بل لم يستشعروا أن هناك ثورة وشعبًا انتفض على إجرامهم وفسادهم، ولن يرحم من ذل أبناء هذا الوطن، ووجدناهم يحاولون حشد أنفسهم ويتنقلون بين الميادين، تارة فى مصطفى محمود، وتارة فى روكسى، ووصل الأمر بهم إلى أنهم يحاولون من خلال القضاء وساحاته أن يحصلوا على أحكام ليعيدوا اسم الطاغية مبارك من جديد للمنشآت والميادين العامة.

بل وجدناهم عبر الفضائيات يشنون حربًا ضروسًا على شباب الثورة ورموزها، ويحقرون من شأن ثورتنا العظيمة، بل منهم من حول قناته الفضائية لـ «مصطبة» يسب ويقذف من خلالها كل شريف من الثوار، ومنهم من كشفت تحقيقات النيابة أنه دبر لمؤامرة لإشاعة الفوضى والانفلات الأمنى فى البلاد.

ورغم كل ذلك نقف جميعًا مكتوفى الأيدى أمام هؤلاء الذين يعيثون فى الوطن فسادًا، ويتحدون إرادة شعب «بحاله»، ويحاولون أن يعودوا بعقارب الساعة للخلف، لكنهم لديهم الحق، مادامت قياداتهم تقود البلد فى أكثر من 25 % من المناصب القيادية بالجهاز التنفيذى، وأن حركة تطهير البلد لم تصل للعمق، وأننا تهاونّا معهم وتركنا لهم الحبل على الغارب، بالرغم من جرمهم الكبير، فلولاهم ما وصل مبارك ونظامه لحالة الفساد، التى أغرقت سفينة الوطن فى بحار الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ولابد أن نعترف جميعًا بأن هناك أيادىَ خفية تمول هؤلاء الفلول، وتحاول أن تطيل أعمار بقايا النظام البائد، من خلال هذه المجموعات المأجورة، ولا أستبعد أن يكون ممولو هؤلاء من رموز الحزب الوطنى المنحل، فى مختلف أنحاء المحافظات، الذين لم تصل إليهم يد العدالة حتى الآن.

وأرى أننا فى أمس الحاجة إلى اتخاذ إجراءات صارمة وسريعة، للتخلص من هذه الشرذمة التى تضر بمستقبل البلاد، وعلى رأسها تفعيل سريع لقانون الغدر، والعزل السياسى، ومحاكمة كل قيادات الحزب الوطنى ورموزه ونوابه البرلمانيين، الذين أتوا لمقاعد البرلمان بالتزوير، بتهم الفساد السياسى، على ألاّ تأخذنا بهم رحمة، فقد آن الأوان لتصحيح المسارات، وتطهير جسد الوطن، من هؤلاء الذين أصبحوا كالفيروس الذى إذا تمكن من جسد مصر أهلكنا جميعًا، ولا يصلح معه إلا الإبادة الفورية بشكل قانونى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة