إن المشهد المهيب الذى رأيناه اليوم الجمعة بميدان التحرير، من توافد الملايين من الإسلاميين على الميدان، يدفع الكثير من القوى السياسية لمراجعة موقفهم وأنشطتهم السياسية، ويؤكد لنا أن هذه القوى متجذرة فى الواقع، وأن الشعب المصرى منحاز لها بكل قوة، ولعل نتائج الاستفتاء ثم مليونية اليوم خير دليل على ذلك.
فالأغلبية الصامتة من المصريين ينحازون للرؤية الإسلامية، خاصة أنهم جربوا النظريات الغربية والشرقية، ولم يجنوا منها إلا كل فساد سياسى وانهيار أخلاقى، ولم نجد نموذجاً خرج بأمتنا من التيه الذى عاشته والظلمات التى غرقت فيها، وجاء الدور للعودة للنبع الصافى الذى جعل العرب قادة العالم، وجعلنا نتصدر مشهد الأمم.
وبالطبع كل الإسلاميين ضد إقصاء الآخر، لأنهم أكثر الناس الذين اكتووا بنار هذا الإقصاء، ولابد من إيجاد مساحات وطنية مشتركة نتقابل جميعا عندها، فمصر تسع الجميع، وملك الكل، ولن تعود لدورها الريادى إلا بتوافق وطنى، ولكن لابد أن يترسخ لدينا أن صندوق الانتخابات هو الفيصل، فى حالة المنافسة السياسية، وأى انقلاب عليه سيكون ضاراً بمسار الديمقراطية بوطننا.
كما نطالب مختلف القوى السياسية، أن يراجعوا برامجهم وأن يعملوا على تعزيز مكانتهم فى الشارع، وألا يكتفوا بالمناظرات فى الحجرات المكيفة، فمن مصلحة الوطن أن تقوى كل القوى السياسية، حتى تكون هناك منافسة حقيقية، تصب فى مصلحة مستقبل مصر.
كما أرى أن على وسائل الإعلام أن تعى درس اليوم، وألا يهمشوا رموز التيارات الإسلامية، وألا يكتفوا فى برامج التوك الشو بإبراز الآراء المخالفة للإسلاميين، فهم قطاع كبير من هذا المجتمع، ولابد أن يكون لذلك الأمر صدى واضح فى وسائل الإعلام.
لقد قال الشارع المصرى اليوم كلمته، كما قالها فى صندوق الانتخابات، وما بقى علينا جميعا الانصياع لإرادة الشعب، كما علينا المحافظة على وحدة الوطن، وتدعيم علاقة الجيش والشعب، فمصر لن تمر سفينتها بسلام، إلا إذا تضافرت القوى السياسية والجيش فى منظومة وطنية موحدة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة