فاطمة خير

من أنتم؟

الخميس، 28 يوليو 2011 08:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ومن نحن؟
السؤال قد يبدو صعباً، لكن صدقونى الإجابة أصعب.
البحث عن هوية وسط بحر متلاطم الأمواج، فى زمن لا يعرف فيه القاتل من قاتله، هو أصعب بكثير من مجرد البحث عن أجوبة لأسئلة مهما بدت صعوبتها، فهل توقفنا ولو قليلاً لنسأل أنفسنا: من نحن؟، الإجابة ستساعدنا كثيراً فى تحديد مطالبنا بشكل واضح ومحدد، ما يترتب عليه جدولة لترتيب الأولوية، واستخدام «للمنطق» فى منهج النقاش، حينها فقط سنحدد من معنا، ومن علينا، من يقف فى صفنا، ومن يغتالنا من الخلف. أن نقف فى المرآة ولو قليلاً: لكن لِمَ قليلا؟!، لنقف طويلاً ونرى حقيقة أنفسنا، كلنا يرى الآخر، وما من أحد يقف ليرى نفسه، لذا نحن نرى عيوب الآخرين، ولا نرى عيوبنا، والمفارقة أننا نرى عيوبهم ولا نرى حسناتهم، ونرى حسناتنا ولا نرى عيوبنا!، فأى وطنٍ سيبنى بهكذا طريقة!

كلنا راعٍ وكلنا مسؤولٌ عن رعيته، وإذا كان الراعى يعمل فى حقل الإعلام، فالمسؤولية أكبر والذنب أعظم، سنقف أمام الله يوماً ليسألنا ما صنعت يدانا، لن يكتب عنا أحد فنحن نكتب بأيدينا أفعالنا بالفعل، لا مفر يومها من العذاب لو تهربنا من المسؤولية، وقلنا إن ليس بأيدينا شىء، وقبلها سنقف أمام وطن بأكمله ليحاسبنا: أين كنا وقت المعركة؟، التاريخ لا يرحم، ولا إحساسنا بالذنب سيتوارى خلف مكاسب مهما بدت كبيرة فى لحظة، سنراها فى حجمها الحقيقى فى زمن قادم، لا مزايا فردية ستعوضنا عن وطن أضعناه، ولا أموال ستشفع لنا لدى أبنائنا إن منحناهم إياها وسلبناهم وطناً.

كل إعلامى الآن جندى فى معركة الحفاظ على مصر من الضياع لسنين طويلة مقبلة، كل إعلامى الآن يتحمل المسؤولية عن كل ما يشارك فى إنتاجه لا عذر بسياسات محطة أو سقف للنشر، هى معركتنا الأخيرة على الأقل لنحتفظ بسماء مرتفعة للحرية بدونها لا قيمة لمهنتنا بجميع أفرعها.

نحن.. لسنا أكثر من هواة فى مرآب الحرية، نسعى لنيل ما يبدو أنه أكبر من طاقتنا، ولن نناله إلا إذا كنا على قدر الاستحقاق.. فمن أنتم؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة