فى ذكرى ثورة 23 يوليو التى مر عليها أمس السبت 59 عاما، ليس من الصدفة أن يحدثك مصريون بسطاء، بأن مصر تحتاج إلى قائد مثل جمال عبدالناصر، والمثير أنهم يتحدثون عن هذا الحلم بالرغم من مرور 41 عاما على رحيل الرجل، وبالرغم من أننا نعيش واقعا جديدا عنوانه ثورة 25 يناير.
هم يتحدثون عن هذا الحلم، بما يعنى أنهم لم يصدقوا الافتراءات والأكاذيب التى قيلت فى حق هذا القائد العظيم، ووصلت إلى حد اتهامه بالمسؤولية عن كل سوء وصلت إليه مصر، ويتحدثون عن هذا الحلم بعد أن وجدوا ثورة 25 يناير تكاد أحلامها تتبخر، لأنها بلا قائد حقيقى يلتف المصريون حوله، هم يتحدثون عن هذا الحلم لأن معارك ثورة يوليو بقيادة جمال عبدالناصر فى الاستقلال والتنمية من أجل الفقراء لم تذهب سدى.
هم يتحدثون عن هذا الحلم، لأنهم يعرفون أن جمال عبدالناصر وثورته كانت استجابة رائعة وامتدادا طبيعيا لتراث الوطنية المصرية، التى أعطى لها أحمد عرابى ومصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول، وتوجت أخيرا بثورة 25 يناير.
هم يتحدثون عن هذا الحلم لأن كل مصرى تطأ قدماه أرض دولة عربية أو إفريقية أو من العالم الثالث، سيعرف أن رصيد محبة هذه الدول لمصر يعود فى جانب كبير منه إلى جمال عبدالناصر، وأذكر فى ذلك قصة بسيطة لكن فى دلالتها عميقة، حدثت معى أثناء زيارتى إلى دبى بدولة الإمارات فى شهر مايو الماضى للمشاركة فى احتفالات تسليم جوائز الصحافة العربية.
ففى إحدى ليالى الزيارة كنت أنا والصديق عماد الدين حسين مدير تحرير جريدة «الشروق» ومصريون آخرون فى ضيافة مثقفين وإعلاميين إماراتيين، وفرض الحديث عن مصر وثورة 25 يناير نفسه، وذكر أحدنا أن مصر تحتاج الآن إلى جمال عبدالناصر ولكن بطبعة 2011، فعلق أحد المصريين ضاحكا: «يعنى لو فيه أحد يستحق الإعدام سيتم إعدامه على الفور»، فالتفت إليه أحد الحاضرين، وهو رجل أعمال إماراتى ليرد غاضبا: «يا أخى حين يأتى ذكر جمال عبدالناصر فى الإمارات فلا تقرنه بالإعدام.. هذا حديثكم أنتم يا مصريون، أما نحن فسيبقى عندنا رمزا لكرامتنا العربية الضائعة، وكلما هاجمه خصومه زادت محبتنا له».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة