لا يستطيع أحد أن ينكر الدور المهم الذى لعبه الجيش المصرى، فى حماية ثورة يناير المباركة، وهذا ما دفع المصريين دوما لترديد "الشعب والجيش إيد وحده"، كما أننى لا أشك فى انحياز معظم قيادات الجيش إلى مطالب الثورة، والسعى نحو تحقيقها، وإن كان يشوب هذا التحرك البطء، الذى دفع الكثير من الثوار إلى تحديد جدول زمنى للاستجابة لكل المطالب.
لكن علينا أن نعترف أن البيان الذى أصدره المجلس العسكرى رقم 69، بشأن إدانة حركة 6 إبريل واتهامها بإيقاع الفتنة بين الجيش والشعب، كان غير موفق بالمرة، وأساء للعلاقة بين المجلس والقوى السياسية، لأنه بكل صراحة كيل الاتهامات لفصيل وطنى، كان من محركات الثورة، وتحمل على مدار سنوات ظلم واستبداد وبطش نظام مبارك، وإذا كانت هناك اتهامات بتمويل أجنبى لبعض قيادات الحركة، كما ادعى البعض، فذلك له مسار واحد فقط، وهو القضاء والمجال القانونى.
إن مثل هذه البيانات لن نجنى منها إلا مزيداً من الاختلافات، والصراعات فى وقت حرج، نحتاج فيه إلى توحيد الصف والكلمة، حتى نفوت الفرصة على المتربصين بثورتنا المجيدة، من الفلول والقوى الخارجية المضادة، التى تستهدف زعزعة الاستقرار فى مصر.
لكن لابد أن نؤكد أن أى تهور من قبل الشباب المتحمسين من معتصمى التحرير تجاه رجالات الجيش فهو مرفوض، وأن ما يحدث من اشتباكات بمنطقة العباسية سواء مساء أمس، أو اليوم، لن يصب إلا فى عرقلة مطالب الثورة، وسيضر الجميع، وسيكون رئة يتنفس منها أكابر النظام السابق، فلابد من تحكيم العقل وتغليب مصلحة الوطن، ونحافظ على ثورتنا السلمية التى لم تتسبب أو تتورط أبداً فى إراقة دماء المصريين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة