سعيد شعيب

حرب الأشباح

الجمعة، 22 يوليو 2011 10:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يهاجم الجيش التركى المدينة حتى يحتلها، ولكن الجيش يدافع عنها بقوة، وبعد قليل من الكرّ والفرّ يرسل العمدة مندوباً للتفاوض، وفى هذه الأثناء يتم عرض مسرحية، ويقترح البارون مونش هاوزن على العاملين فيها أن يحكى لهم حواديت عن مغامراته، التى تؤكد على القيم الإنسانية الرفيعة، مثل الحرية والعدل والحق والخير والجمال، ولكن العمدة يعترض على هذه الحواديت التى يقول إنها خرافية وتفسد وعى الشعب وتدمر وحدته، فى مواجهة العدو الرابض على أبواب المدينة يريد اقتحامها، فقنابله لم تتوقف وخطره لم يزل.

وييأس البارون ويقترب من الموت، ولكنه يتمسك بالأمل، ويستمر فى رواية حكاياته المدهشة عن القيم الإنسانية التى أحبها الناس وصدقوها وطالبوا بتنفيذها على أرض الواقع، ولكن العمدة لم يلتفت إلى ذلك، فقد كان مشغولاً بأشياء أخرى، منها التفاوض مع الأتراك وعمل بيزنس معهم لا يعرف الشعب شيئاً عنه، ورغم اختفاء أصوات القنابل فهو مصرّ على تأجيل كل شىء وأى إصلاح، لأن الخطر الخارجى ما زال قائماً، والجيش التركى المتوحش ما زال رابضاً خلف أبواب المدينة فى انتظار اللحظة المناسبة لاحتلالها.

وفى لحظة ما قرر العمدة القبض على البارون، فقد أصبح خطراً على وحدة الشعب، كما يقول، ولابد من اعتقاله هو ومن يناصره، حتى يتفرغ الناس لمواجهة خطر الأتراك.

وفى أحد الأيام يذهب العمدة فعلاً للقبض عليه ومعه حشود من قوات الأمن، ولكنه فوجئ بالتفاف الناس حول البارون ويحدث التصادم بينهم وبين العساكر المدججين بالسلاح، وهو ما يدفع العمدة إلى إصدار أمر فورى بإطلاق الرصاص عليهم.

وهنا يصيح البارون طالباً من حشود الجماهير الهجوم المضاد، فيتوقف العساكر عن إطلاق الرصاص، رغم صراخ العمدة برجاله بأنهم خونة وعملاء.. ويرتفع صوت البارون مطالباً العمدة ورجاله بفتح أبواب المدينة حتى يحاربوا بأنفسهم العدو الرابض فى الخارج، ولكنه يرفض بشكل هستيرى ويصرخ فى جنوده، مطالباً بقتل الجميع، ولا يتوقف البارون ومن ورائه الناس عند رفضه، ويتوجهون إلى الأبواب التى هرب الجنود الذين يحرسونها.

وتنهار الأبواب.. ويفاجأ البارون مونش هاوزن وجموع الشعب، أنه لا يوجد أحد فى الخارج، لا الجيش التركى ولا غيره. (ملخص للفيلم الأمريكى "مغامرات البارون مونش هاوزن" إخراج تيرى جيليام، بطولة جوناثان برايت).

ملحوظة: هذا المقالة نشرته على موقع "اليوم السابع" يوم الأربعاء، 27 مايو 2009، وأعيد نشره مرة أخرى، فربما تكون فيه فائدة لمن يريدون الحياة بدون أشباح.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة